إسطنبول/ الأناضول
رحمي عسل، مدير المتحف، للأناضول:
– متاحف إسطنبول للآثار، أول متحف في تركيا، وهو الأكثر شهرة في البلاد وأحد المعالم التاريخية في حد ذاته.
ـ متاحف إسطنبول الأثرية هي واحدة من أفضل 5 متاحف في العالم عندما يتعلق الأمر بدراسات المتاحف وعلم الآثار.
– في تركيا، على حد علمي، تضم جميع متاحفنا ما يقرب من 3.5 ملايين قطعة أثرية، ما يقرب من 1.5 مليون منهم في حوزة المتحف.
– المتحف كنز دفين، يضم أقدم قصيدة حب معروفة في العالم، وأقدم معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ، وتابوت الإسكندر.
– أهمية المتحف تكمن في كونه يحتوي على قطع أثرية من كل ركن من أركان الإمبراطورية العثمانية.
أقدم قصيدة حب معروفة في العالم، وأقدم معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ، وتابوت الإسكندر الأكبر، ليست سوى عدد قليل من القطع الاستثنائية الموجودة في “متاحف إسطنبول للآثار”.
“متاحف إسطنبول للآثار”، أول متحف في تركيا، وهو الأكثر شهرة في البلاد وأحد المعالم التاريخية في حد ذاته.
شكل تأسيس المتحف لحظة محورية في رحلة الإمبراطورية العثمانية نحو التحديث، وهي شهادة على النهضة الثقافية التي حدثت جنبًا إلى جنب مع الثورات في مجالات مثل الطب والقانون والتكنولوجيا بعد مرسوم التنظيمات التحويلي في عام 1839، وهو نتاج حقبة من الريادة والإصلاحات.
اليوم، يضم المتحف ما يقرب من نصف مجموعة تركيا الكاملة من القطع الأثرية التاريخية.
وقال رحمي عسل، مدير المتحف، للأناضول: “في تركيا، على حد علمي، تضم جميع متاحفنا ما يقرب من 3.5 ملايين قطعة أثرية، ما يقرب من 1.5 مليون منهم في حوزة متحفنا”.
وأضاف عسل أن “المتحف يمتلك مجموعة استثنائية حقًا، من حيث تفرده واتساعه من الناحية العددية”.
ويقع المتحف في قلب مدينة إسطنبول التركية في حي السلطان أحمد الواقع في بلدية الفاتح، بالقرب من شواطئ مضيق البوسفور.
وفي حين أن تاريخ الافتتاح الرسمي هو 13 يونيو/ حزيران 1891، فإن تأسيس “متاحف إسطنبول للآثار” يعود في الواقع إلى عام 1845، وفقًا لعسل.
ويتكون المجمع التاريخي من 3 وحدات رئيسية: المتحف الأثري، ومتحف الأعمال الشرقية القديمة، ومتحف كشك القرميد.
وكان مبنى المتحف الأول عبارة عن قسم يشبه مخزن للآثار والأسلحة القديمة، ويقع في آيا إيرين، وهي كنيسة بيزنطية من القرن السادس في إسطنبول تعمل حاليًا كمتحف، على بعد بضع مئات من الأمتار من المجمع.
وأوضح عسل، الذي بدأ العمل في المتحف عام 1987 كمتدرب، أن “المتحف كان في البداية مستودعًا لا يمكن زيارته إلا بإذن خاص، ولم يكن متحفًا مفتوحًا للجميع”.
وأصبح المتحف الإمبراطوري في عام 1869، قبل أن يتم نقله في عام 1881 إلى المبنى الذي يضم متحف “Tiled Kiosk”، والذي تم بناؤه عام 1472 كنزل صيد للسلطان العثماني محمد الفاتح.
** ميراث عثمان حمدي بك
كان تعيين عثمان حمدي بك مديرا للمتحف بمثابة لحظة رئيسية أخرى في تاريخ المتحف حيث كان عثمان حمدي، الذي عاش بين عامي 1842 و1910، رسامًا رائدًا لديه حب عميق للآثار والتاريخ واليوم، يُعرف أيضًا باسم أول عالم آثار في تركيا.
وعندما أصبح عثمان حمدي مديراً للمتحف، تم افتتاحه للزوار، وبعبارة أخرى، أصبح في الواقع المتحف الذي نعرفه اليوم، حسب عسل.
وأضاف أنه “مع قيام عثمان حمدي بأعمال التنقيب في جميع أنحاء الإمبراطورية، زاد عدد القطع في المتحف فجأة”.
وتابع عسل قائلا: “لقد بادر بالحفريات التركية الأولى”، موضحًا أنه تم تطبيق القوانين في ذلك الوقت للحد من تصدير الآثار.
وأوضح أنه “مع استمرار تدفق الأعمال الفنية والتحف على إسطنبول، لم يعد المبنى آنذاك يستوعب المجموعة الضخمة”.
قال عسل: “عندما انتقلوا إلى هنا، كان المتحف يضم ما بين 800 إلى 1000 قطعة، لكن سرعان ما ارتفع العدد إلى آلاف”.
وأثناء التنقيب في مدينة صيدا الواقعة جنوبي لبنان، بين عامي 1887 و1888، عثر عثمان حمدي بك على مقبرة الملك الفينيقي تابنيت، وتابوت الإسكندر الكبير والعديد من القطع الأثرية الأخرى.
ونوّه عسل: “لقد غير هذا في الواقع مصير علم المتاحف التركي”.
ومع نفاد مساحة المتحف، ذهب عثمان حمدي وزملاؤه إلى قصر السلطان عبد الحميد الثاني، ونقلوا الآثار إلى مبنى جديد.
وأردف أنه” تم اختيار هذا الموقع هنا.. المتحف الذي تراه هنا تم الانتهاء منه بين عامي 1891 و 1907 وافتتح للجمهور”.
** صورة مصغرة للإمبراطورية العثمانية
على مر السنين، خضع مبنى المتحف لعدة تجديدات، وبدأ مشروع الترميم الأحدث والأوسع في عام 2012 واستمر عقدًا من الزمان.
وقال مدير المتحف الحالي إنه من المتوقع الانتهاء من أعمال الترميم الجارية لمتحف الأعمال الشرقية القديمة ومتحف Tiled Kiosk خلال عام أو عامين مقبلين.
وأضاف عسل: “هذا المتحف كنز دفين من عجائب التاريخ ونوادره، على سبيل المثال، يضم أقدم قصيدة حب معروفة في العالم، وأقدم معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ، والمعروفة باسم معاهدة قادش، وما أعتبره التابوت الحجري الأكثر أهمية في العالم، تابوت الإسكندر”.
كما يضم المتحف “العديد من القطع المعمارية الرائعة، التي تصور آلهة وشخصيات الميثولوجيا الإغريقية، مثل زيوس، وبوسيدون، إله الطب أسكليبيوس.. كلهم هنا”.
وشدد عسل على أن “متاحف إسطنبول الأثرية هي واحدة من أفضل 5 متاحف في العالم عندما يتعلق الأمر بدراسات المتاحف وعلم الآثار”.
وقال: “إنها أيضًا واحدة من أول 10 مبانٍ متحفية تم تشييدها على الإطلاق في أنحاء العالم”.
ووفق عسل، يعد المتحف شهادة على “التأثير الدائم للإمبراطورية العثمانية، أو بشكل أدق تراثها الدائم”.
ونوّه أن “أهمية المتحف تكمن في كونه يحتوي على قطع أثرية من كل ركن من أركان الإمبراطورية العثمانية”.
واختتم عسل حديثه قائلاً “إذا كنت ستأخذ خريطة للعالم وتضع علامة على المناطق التي أتت منها قطعنا الأثرية، فستحدد حدود الإمبراطورية العثمانية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات