في مساحة لا تتعدى المترين، تقف سيدة أربعينية وأمامها الجريل الخاص بها، فهي في مهمة خاصة لإعداد الكريبات والساندويتشات داخل مطعمها المتواضع، إذ تمتلك «هبة» مطعمًا بمنطقة روض الفرج في محافظة القاهرة، لكنه لا يحتوى على طاولات أو مقاعد، بل يأخد طابعًا مختلفًا ومميزًا في آن واحد، كونه عبارة عن شرفة منزلها فقط التي تطهو داخلها المأكولات المختلفة، وطريقة حصول الزبون على الطعام تكون عبر «سبت الغسيل»، حتى أطلق عليها الكثيرون لقب «سيدة البلكونة».
«مطعم البلكونة» في روض الفرج
مطعم «البلكونة» لا يضم سوى «جريل» مخصص لإعداد الكريبات والساندويتشات بأسعار في متناول الجميع، وهي فكرة تطرقت لها هبة وهدان، الأم لأربعة أطفال، بعد عملها لمدة 13 عامًا في مجال المطاعم، لتقرر الاستقلال بذاتها وفتح مشروعها الخاص، لعدم قدرتها المادية في الوقت الحالي لفتح مطعم متكامل، فلم تجد أفضل من «البلكونة» لتحولها إلى مصدر رزق لها وأسرتها.
«المشروع بدأته من أكثر من 5 سنين، بدل الشغل بره قلت استقل بنفسي واستغل اللي اتعلمته طول حياتي في المطاعم، ولقيت الحمدلله، إقبال من الناس على الأكل، وبدأ كل واحد يقول للتاني عن مطعم البلكونة، فالكل بدأ يجي علشان يجرب الطعم ويعيش التجربة المختلفة» بحسب حديث «هبة» لـ«الوطن».
تابعت «سيدة البلكونة»، أنّ شهرة مطعمها كانت بسبب الناس، وطريقة توصيل الطلبات الغريبة: «اللي عاوز يطلب أكل بيكلمني، ولو هو في منطقة روض الفرج، بيجي وبينده ويقول يا حاجة، وبنزله الطلب بتاعه في السَبت، وبيحط فيه الفلوس، إنما لو بعيد بحاول أني اتعامل مع دليفري يوصل الطلبات، وبسعى أني أطور المطعم بتاعي الفترة اللي جاية».
12 ساعة عمل
تحرص ابنة منطقة روض الفرج، على شراء متطلبات الطعام بشكل يومي، ليصبح الأكل طازجًا ويحتفظ بمذاقه الجيد، وتبدأ في العمل يوميًا من الساعة 4 مساءً وتظل حتى الـ4 صباحًا أي 12 ساعة متواصلة، تقف فيها السيدة على قدميها وبمساعدة ابنتها، تحضر الوجبات التي تتراوح أسعارها بين 20 جنيهاً و90 جنيهًا كحد أقصى: «الكريبات أكتر حاجه بتطلب وبقدمها بكل الأنواع، الناس ماكنتش مستغربة فكرة المطعم، لأن همهم الوحيد الطعم، والحمد لله الكل بيشهد بيه، وربنا يديني ويرزقني أني افتح المحل بإذن الله».