سطَّرت أرض محافظة مطروح واحدة من أقوى المعارك في التاريخ، فكانت شاهدة على الحرب العالمية الثانية، وعلى أرضها وقعت معركتي «العلمين» الأولى والثانية الشهيرة بين دول المحور وقوات الحلفاء، ومن آثار الدماء والمعدات العسكرية إلى وجهة سياحية شهيرة بمصر، هكذا تغيَّرت مدينة العلمين، والتي تشهد حاليًا مهرجان العلمين الجديدة 2023، في تغير كبير للمدينة المصرية التي تقع غرب الإسكندرية.
معركة العلمين الأولى والثانية وقعت بمدينة العلمين عام 1942، على بعد 90 كيلومترًا من محافظة الإسكندرية، وشهدت المعركة انتصار حاسمًا للحلفاء، ورغم ذلك، تكبد الطرفان خسائر فادحة، تتنوع بين خسارة الجنود والدبابات، واستطاع كلود أوكنلك السيطرة على قوات المحور وطردهم، ونجح في إيقاف زحفهم نحو الإسكندرية وقناة السويس، بحسب أحمد مأمون، مدرس مادة التاريخ.
مقابر العلمين.. دُفن بها جنود المعركة بالحرب العالمية الثانية
وبعد المعركة، دُفن جنود القوتين المتحاربتين، الحلفاء والمحور، في مقابر مخصصة لهم، سُميت بـ«مقابر العلمين»، والتي تضم 11866 جنديا من قوات الكومنولث، وهو اتحاد سياسي يضم 56 دولة عضو كان معظمها أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية، التي كانت مُحتلة مصر في فترة الحرب العالمية الثانية، وتقع مقابر أخرى باسم «الكومنولث» في القاهرة، والتي أُقيمت تخليدًا لذكرى ضحايا الحرب أيضًا.
مقابر العلمين موجودة حاليًا، ويعاد ترميمها كل فترة، وفي مدخلها زرعت العديد من الأشجار والورود التي حافظت على جمال المكان، وأعلى المقابر يوجد مجسم كبير لشعار «الصليب».
النصب التذكاري لجنود الحرب في العلمين
والنصب التذكاري الموجود في «العلمين»، يحيي ذكرى هؤلاء الجنود، وأيضًا الجنود الذين توفوا أثناء حملة الصحراء الغربية، وقُسِم النصب التذكاري للضحايا، كل دولة في قسم معين، وتزورها باستمرار بعض أسر الجنود بعد سنوات من الحرب العالمية الثانية، وفي منطقة تل عيسى أيضًا خارج مدينة العلمين، يوجد مقبرة ألمانية تحتوي على 4200 جندي ألماني من ضحايا المعركة، ومقبرة إيطالية بها عدد من الجنود.
متحف العلمين العسكري.. يخلد ذكرى المعركة
ومتحف العلمين العسكري هو متحف يُخلد معركتي العلمين وحملة الصحراء الغربية، تم إنشاؤه في 16 ديسمبر عام 1956، حين أمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإنشاء المتحف تخليدًا لدور مصر في معركة من أهم معارك الحرب.
أسلحة ومدرعات ومجسمات كانت في المعركة
ويحتوي متحف العلمين على مجموعة من الأسلحة والمدرعات ومجسمات كانت موجودة في قلب ساحة القتال ومقتنيات خاصة بالجنود، وأيضًا تضم خرائط تعبر عن سير المعركة الكبرى، ومُجسمات لشخصيات تاريخية شاركت فى المعركة، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية.