أعرب قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم ببروكسل، الخميس، عن قلقهم بشأن المخاطر التي يشكلها إضعاف فلاديمير بوتين بعدما أثار تمرّد “فاغنر” أكبر أزمة سياسية في تاريخ روسيا، وجددوا دعمهم لأوكرانيا على الأمد البعيد.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبيل القمة إن “بوتين يشكّل خطرا أكبر لدى إضعافه. لذا علينا أن نتنبه جيّدا للعواقب”.
وأضاف “كنا ننظر حتى الآن إلى روسيا بكونها مصدر تهديد بسبب قوتها الكبيرة والقوة التي استُخدمت في أوكرانيا. أما الآن فعلينا النظر إلى روسيا بأنها مصدر خطر بسبب عدم استقرار الأوضاع الداخلية”.
وواجه بوتين أكبر تحد منذ وصوله إلى السلطة عام 1999 بعدما قاد رئيس “فاغنر” يفغيني بريغوجين تمرّدا نهاية الأسبوع.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن التمرّد سيؤدي إلى “هزّات ارتدادية”.
وتركزت مناقشات القادة الأوروبيين، الخميس، على أوكرانيا، مع مداخلة عبر الفيديو للرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وشدد الاتحاد الأوروبي على التزامه بدعم اوكرانيا على الأمد البعيد.
وأكدت فون دير لايين “أهمية مضاعفة دعمنا لأوكرانيا، سواء بالإمكانات العسكرية أو الدعم المالي”.
وكانت قد اقترحت في 20 يونيو على الدول الأعضاء الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لدعم أوكرانيا حتى عام 2027.
“الاستمرار فترة طويلة”
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن قمة رؤساء الدول والحكومات الأوروبية تشكل “فرصة للاتفاق على الطريقة التي سنواصل بها تنظيم دعمنا لأوكرانيا”.
وأضاف “يجب الاستعداد لكون ذلك سيستمر فترة طويلة”.
كما طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بتقديم مساعدة مستدامة لأوكرانيا، التي تسعى للانضمام إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ونبه إلى ضرورة “مواصلة دعم أوكرانيا حتى تبقى دولة مستقلة وذات سيادة، وإلا لن تكون مناقشات الانضمام مجدية”.
وطالبت كييف، الخميس، بتوضيحات تتعلق بإمكان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد الحرب.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: “تواصل أوكرانيا العمل بجد مع جميع الحلفاء من دول “الناتو” لإقناعهم بأن الوقت حان لتوضيح أمر عضويتها في الحلف”.
وكان فولوديمير زيلينسكي قد طالب، الأربعاء، بأن يتعهد حلف شمال الأطلسي بتقديم عناصر “ملموسة” خلال قمته المقررة في 11 و 12 يوليوز بفيلنيوس (ليتوانيا).
وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي، من جهته، يجب أن يستعد لانضمام أوكرانيا، وأن يناقش موضوع الإصلاحات التي يجب القيام بها ليتمكن من ضم هذا البلد.
وأقر في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” بأن “المناقشات ستكون صعبة”، قبل أن يستدرك قائلا: “لكن يجب ألا ننتظر حتى اللحظة الأخيرة في حال ما أوصى تقرير المفوضية الأوروبية في ديسمبر بالبدء بمفاوضات الانضمام مع أوكرانيا.
ويطالب زيلينسكي ببدء مفاوضات الانضمام ابتداء من نهاية عام 2023. ويتطلب هذا القرار موافقة الدول الأعضاء الـ27 بالإجماع.
وفي يونيو 2022 منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع المرشح في بادرة رمزية بعد الغزو الروسي.
كما تطلب تسع دول أخرى، بينها صربيا وكوسوفو ومولدافيا وتركيا، الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وستكون قضية الانضمام في صلب مناقشات القمتين الأوروبيتين المقبلتين بغرناطة (إسبانيا) وبروكسل في نهاية العام.
المصدر: وكالات