بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني هدنة، حلقت طائرات حربية وسمع إطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة، اليوم (الأربعاء)، في العاصمة الخرطوم وجنوب أم درمان، في أول أيام عيد الأضحى. ونفذ الطيران الحربي ضربات جوية على أهداف متفرقة في الخرطوم بالتزامن مع سماع دوي مضادات أرضية، من دون أن تتكشف طبيعة هذه الأهداف.
وتحدث شهود عيان لـ «عكاظ» عن تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المناطق المستهدفة، فيما تواصل المقاتلات العسكرية التحليق بكثافة في سماء مدينة بحري شمال الخرطوم.
وبعد نحو 24 ساعة على إعلان قوات الدعم السريع هدنة لمدة يومين من جانب واحد، أعلن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة في السودان عبدالفتاح البرهان مساء (الثلاثاء)، وقف إطلاق النار من جانب واحد أيضاً في أول أيام عيد الأضحى. وحذّر مما وصفها بالمؤامرة الوجودية التي تهدد دولة السودان، واتهم قائد الدعم السريع و«زمرته» بمحاولة اختطاف الثورة لتحقيق مطامعه الخاصة، بحسب تعبيره، وجدد التأكيد على أنه حريص على انتقال السلطة إلى حكومة مدنية يختارها الشعب. وشدد على أن حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا، لذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع.. ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه، أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية. ووصف البرهان ما حدث في مدينة الجنينة بدارفور بأنه جريمة ضد الإنسانية، وإن من سماها المجموعات المتمردة ارتكبت انتهاكات ترقى لجرائم حرب.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أعلن هدنةً من جانب واحد بمناسبة عيد الأضحى ليومي (الثلاثاء والأربعاء).
من جهتها، عبرت الخارجية الأمريكية عن القلق من انتهاكات الأطراف المتكررة لآخر وقف لإطلاق النار في السودان والعودة للاقتتال، وقالت إنها تعتقد أنه لا حل عسكرياً مقبولاً للصراع في السودان.
وأضافت في بيان لها، أن الولايات المتحدة وشركاءها على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية في مدينة جدة بمجرد أن يُظهر الطرفان التزامهما ببنود إعلان جدة. وأكدت أن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الوضع وتستمر في النظر فيما إذا كانت هناك خطوات أخرى يمكن اتخاذها لمساءلة الأطراف.
وفي دارفور، أدان بيان أمريكي بريطاني نرويجي الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور، ودعا قوات الدعم السريع والجيش السوداني لضمان احترام حقوق الإنسان.
وحذرت الأمم المتحدة من أن يأخذ النزاع في الإقليم طابعاً عرقياً. وقال مفوض العون الإنساني في ولاية النيل الأزرق التابع للحكومة السودانية رمضان ياسين حسن: إن 13 ألف شخص لجؤوا إلى داخل الحدود الإثيوبية، بسبب المعارك التي وقعت بين الجيش السوداني والحركة الشعبية بزعامة عبدالعزيز الحلو في محلية الكرمك. وأكد أن نازحين آخرين وصلوا إلى مناطق أخرى من الولاية.
في غضون ذلك، تواصل تدفق النازحين إلى وادي حلفا عند الحدود السودانية المصرية هرباً من القتال في الخرطوم والولايات الأخرى، إلا أن النازحين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه ومستلزمات الإيواء، في ظل غياب المساعدات الإنسانية وتفشي الأمراض.