ما الفرق بين الحج الكبير والحج الأكبر؟.. سؤال لا يعرف إجابته الكثيرون، إذ قال الله عز وجل في كتابة العزيز بسورة التوية، الآية رقم 3 {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
وحرص الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، خلال حياته، على توضيح الفرق بين الحج الكبير والحج الأكبر، بأسلوب سلس لبيان نسق القرآن العجيب، مفسرا عدد من الآيات القرآنية، منها:
قال الله تعالى في كتابه «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ»، أي لا تأمروا بإتمام الشيء إلا إذا كان الشيء حق أن تفعله، ويجب أن تجعل الحج تامًا مستوفيًا لكل مطلوبات المشرع فيه، فالحج شيء والعمرة شيء آخر، والعطف هنا يقتضي مشاركة ومغايرة يكملًا بعضهما.
الحج الكبير والحج الأكبر
وحينما قال «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، لبيان أن القرآن لابد أن يؤخذ كاملًا، أي نأتي بجميع الآيات المتعلقة بالموضوع، وقد ذكر الحج في آية أخرى وهي «وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»، إذا هناك حج كبير وحج أكبر، وإن كان في زمن مخصوص وهو الأشهر الحرم فهو الحج الأكبر، وإن كان في زمن غير مخصوص فهو الحج الكبير أو العمرة، وزمنها زمن شائع في كل عام، والقاصدون للبيت يتوزعون على العام بأكمله.
الحج لله وليس لشيء آخر
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى يخاطب عباده، ويعلم جيدًا أن بعض الناس سيقبلون على العبادات إقبالًا شكليًا، وقد يقبلون لأغراض أخرى غير العبادة، فكان ولا بد أن يبين أن مجرد القصد للحج والعمرة، يكون لله لا لشيء آخر.