في أواخر شهر أبريل 2021، أطلقت مؤسسات فكرية وطنية مبادرة تهدف إلى حوار وطني شامل يفضي إلى الانتقال نحو “مغرب المواطنة المتجددة”، والارتقاء إلى “الدولة الديمقراطية الحديثة التي ترسى فيها دعائم بناء مؤسساتي وديمقراطي”، لكن هذا المشروع المجتمعي سرعان ما انتهى قبل أن يبدأ بشكل فعلي.
ولم تتعدّ الأنشطة التي نظمتها المؤسسات الفكرية الحاملة للمشروع ندوة انعقدت في العاصمة الرباط في شهر يونيو 2021، خصصت لمناقشة موضوع “مركزية الدستور في الحياة العامة”، بسطت فيها هذه المؤسسات منطلقاتها الفكرية وتصورها العام بشأن الانتقال نحو “مغرب المواطنة المتجددة”.
محمد الأشعري، رئيس مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، وهي من المؤسسات الوطنية التي أطلقت المبادرة، قال إن “الأمور بقيت عند مستوى الندوة المشتركة حول موضوع مركزية الدستور في الحياة العامة”.
وأضاف الأشعري، في تصريح لهسبريس، أن الغاية من المبادرة كانت هي الدعوة إلى التشاور بين المؤسسات التي أطلقتها، وذلك تحقق في الندوة المنظمة في شهر يونيو، وانتهت مهمتها عند هذا الحد.
وبالعودة إلى “الميثاق الوطني للديمقراطية والتنمية والمواطنة”، يتضح أن المؤسسات الفكرية الوطنية صاحبة المبادرة كانت تطمح إلى ما هو أكبر من عقد ندوة حول موضوع فرعي، حيث دعت إلى “التأسيس لمرحلة مستقبلية جديدة، عبر حوار وطني واسع”، غير أن هذا الحوار لم يتم.
تعليقا على ذلك، عبر خالد القادري، رئيس مؤسسة أبي بكر القادري للفكر والثقافة، وهي أيضا من المؤسسات التي أطلقت مبادرة “مغرب المواطنة المتجددة”، عن أسفه لعدم استمرار المشروع.
وصرح القادري لهسبريس قائلا: “انطلقنا من الدعوة إلى فتح نقاش موسع حول مشروع النموذج التنموي الجديد وجعله رهن إشارة المجتمع المدني للخروج بخلاصات وتوصيات من أجل التأسيس للميثاق الوطني للديمقراطية والتنمية والمواطنة، لأن أي مشروع مجتمعي يجب أن يكون حوله نقاش، ونحن لدينا آراء في الموضوع، لكن ذلك لم يتم للأسف”.
مبادرة “مغرب المواطنة المتجددة” أطلقتها سبع مؤسسات فكرية وطنية، هي: مؤسسة علال الفاسي، ومؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، ومؤسسة علي يعتة، ومؤسسة أبي بكر القادري للفكر والثقافة، ومؤسسة عبد الهادي بوطالب، ومؤسسة محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات، ومركز محمد حسن الوزاني للديمقراطية والتنمية.
وجوابا على سؤال بخصوص الأسباب التي أجهضت مبادرة “مغرب المواطنة المتجددة”، قال خال القادري إن الظرفية التي جرى فيها إطلاق المبادرة لم تكن مناسبة، نظرا إلى كون المغرب بالكاد بدأ يخرج من أزمة جائحة كورونا، إضافة إلى “بعض الكسل”، مضيفا: “كان يجب أن يستمر هذا المشروع، لكن للأسف لم يتحقق ذلك”.
المصدر: وكالات