علاقات و مجتمع
وسط أصناف عدة من المعجنات برائحتها الشهية، تستقبل الزبائن كل يوم بابتسامة تكسر حالة الجمود الذي يخيم على أرجاء المكان من حولها، يُملون عليها طلباتهم فتبدأ هي بعرض الأفضل عليهم وتصنع لهم ما يريدون بحب وصنعة اكتسبتها من والدها وأعمامها وجدها حتى احترفتها.
فرح في محل والدها
منذ طفولتها اعتادت «فرح محسن» مشاركة جدها ووالدها عملهم في محلهم الخاص بصناعة الرقاق والكنافة وأصناف لأخرى من المعجنات، حتى احترفت الصنعة، «من وأنا طفلة صغيرة بقف أتعلم من والدي وجدي، كنت أرجع من المدرسة والدروس وأقف معاهم في المحل لحد ما اتعلمت كل حاجةعشان الصنايعية متتحكمش فينا»، هذا ما قالته في بداية حديثها لـ«الوطن»، عن مهنتها التي اشتهرت بها بين أهالي منطقة المعصرة بحلوان.
«الفطير المشلتت والرقاق الناشف والطري والكنافة والقطايف والجلاش»، أصناف مختلفة تجيد «فرح» عملها بمفردها دون مساعدة أحد، حتى بعد التحاقها بكلية النظم والمعلومات بجامعة حلوان اختارت أيضا مساعدة والديها في المحل، «بخلص المحاضرات في الجامعة وأقف في المحل أساعد والدي ووالدتي» حيث تتولى والدتها أمور البيع والشراء ويتولى والدها عمل المعجنات وتساعده هي في عملها، بحسب روايتها.
مشهورة في المعصرة
اعتاد أهالي «المعصرة» رؤية فرح وإخوتها البنات الثلاثة أيضا في محل والدهم، تتعرض للمضايقات من البعض تارة، ويثني على شجاعتها ومهارتها الكثير تارة أخرى، «زي ما فيه الوحش اللي بيتريق فيه الكويس اللي بيشجعني ويدعيلي أنا واخواتي على مساعدتنا لوالدنا» لم تعر اهتماما لتلك المضايقات يوما، حسب تعبيرها.
رغم قضاء ساعات طويلة من اليوم في محل والدها، لم تنس الفتاة العشرينية تطوير مهاراتها الشخصية في التعلم، «أنا بقف في المحل أساعد والدي بس بطور نفسي بكورسات مختلفة جنب دراستي في الكلية».
موسم الأعياد ورمضان أكثر الأيام ضغطًا في العمل، كما تروي «فرح» تقتسم وقتها حينها بين الجامعة والعمل في محل والدها، تحاول أن توازن بين الدراسة والعمل، «والدي فخور بيا دايما يقولي أنا خلفت راجل»، حسب روايتها.
حلم امتلاك مصنع
تحلم فرح بامتلاك مصنع خاص بها لصناعة المعجنات التي تبدع في إعدادها، للتوسع في مشروع جدها ووالدها وأعمامها، «نفسي مشروعنا يكبر ويبقى مصنع وليه اسم معروف في مصر»، بحسب تعبيرها.