أفادت معطيات توصلت بها جريدة هسبريس، أن المغرب عزز أسطوله الجوي المخصص لمكافحة الحرائق باقتنائه لطائرة من نوع البومباردي CL415، مؤخرا، لمكافحة “الحرائق العظمى”، ليصبح العدد الإجمالي للطائرات من هذا النوع بالمملكة 6 طائرات يتم تزويدها بالماء مباشرة من البحیرات؛ وهو ما سيساهم في الرفع من نجاعة التدخلات الجوية أثناء إخماد الحرائق.
ووفق المعطيات ذاتها، فإن الوكالة الوطنية للمياه والغابات “تشتغل وفق خطة تروم إخضاع كل كيلومتر مربع لتقييم المخاطر؛ وهو ما يُعد مَكسبا وطنيا مهما، حيث تم إحداث نظام معلوماتي استباقي لتدبير مخاطر الحرائق الذي يعتمد على خرائط تحدد المجالات الغابوية الأكثر تعرضا لمخاطر الحرائق بتعاون مع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية”.
وأكدت الوكالة أن هذا النظام مكن من تعبئة أنجع وأحسن لوسائل الإنذار والتدخل، خاصة عبر التموقع المسبق والجيد لوسائل التدخل البرية والجوية بالقرب من أماكن احتمال اندلاع النيران وتقليص آجال التدخل لتحقيق نجاعة أكبر.
وأشارت المصادر إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، قصد تحسين جودة هذه الخرائط، عززت، سنة 2023، استخدام التقنيات الجديدة من خلال تطوير هذا النظام بالاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإنجاز خريطة لمخاطر حرائق الغابات ديناميكية، من أجل الإنذار المبكر بمنطقة طنجة تطوان الحسيمة؛ لكن هذه الخرائط “سيتم، طبعا، توسيع استعمالها في هذه السنة لتشمل كامل جهات المغرب”، قالت المصادر، التي أفادت بأنه “في مجال الوقاية، مثلا، تعمل الوكالة الوطنية للمياه والغابات على توفير جل الوسائل والبنيات التحتية اللازمة والوسائل الكفیلة للحد من اندلاع الحرائق ولضمان نجاعة التدخلات، من خلال شق وصيانة المسالك الغابوية؛ والقيام بالعمليات الوقائية والتخفيف من كثافة الأغصان والأعشاب الثانوية للنقص من خطر نشوب الحرائق خاصة بالأماكن الأكثر خطورة”.
إضافة لذلك، تحاول الوكالة شق وصيانة مصدات النار بهدف الحد من انتشار زحف الحرائق؛ وكذلك تهيئة نقط التزود بالماء سواء بالغابات أو بالمطارات؛ وكذا بناء أبراج مراقبة للرصد والإنذار السريع؛ وتقوية آليات التدخل الأولي عن طريق اقتناء سيارات التدخل الأولي والشاحنات المحملة بالصهاريج.
كما تحاول الوكالة الوطنية للمياه والغابات تنقية جنبات الطرق والسكك الحديدية ومجالات خطوط الربط الكهربائي المخترقة للمجال الغابوي، عن طريق حرثها وإزالة الأعشاب سريعة الاشتعال التي تكسوها؛ وأيضا اقتناء العتاد الفردي للإخماد.
وللوصول إلى الهدف، تم تعزيز هذه التجهيزات الوقائية هذا الموسم-2023 بغلاف مالي مهم يقدر بـ200 مليون درهم عن طريق تمويل عدد من الإجراءات تتعلق بشق وصيانة مصدات النار بهدف الحد من انتشار زحف الحرائق وتهيئة وإصلاح عدد من وحدات نقط الماء وبناء وإصلاح أبراج للمراقبة والرصد مع تقوية الحراسة خلال الموسم الصيفي في المناطق الغابوية الحساسة وذلك عن طريق تشغيل مراقبين موسميين لرصد الحرائق، واقتناء سيارات للتدخل السريع الأولي.
وفيما يخص التدخل لإخماد الحرائق، أوردت الجهة عينها أنه “يتم طبقا لخطة محكمة، سواء على المستوى البري أو المستوى الجوي، بتنسيق مستمر مع مختلف الفرقاء”، مشيرة إلى أن “هذه الخطة أبانت عن فعاليتها، حيث إن ما يناهز 90 في المائة من عدد الحرائق على المستوى الوطني يتم إخمادها قبل أن تجتاح أكثر من خمسة هكتارات”.
وخلصت الوكالة إلى القول إن “التدخلات تمر عبر أربعة مستويات يتم خلالها حسب سرعة انتشار الحرائق تعبئة فرق التدخل السريع للوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية”، ثم “الاستعانة عند الحاجة بالقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وطائرات من نوع البومباردي CL415، المجهزة خصيصا لمكافحة الحرائق التابعة للقوات الملكية الجوية وطائرات “توربو تروش” التابعة للدرك الملكي”.
المصدر: وكالات