علاقات و مجتمع
بزي أبيض وقناع على الوجه وحركات قتالية احترافية مع الخصم اتسمت بالخشونة وقوة أشبه بالتدريبات العسكرية، تمكنت اللاعبة «لولوة» 16 عامًا، من هزيمة خصمها والتتويج بلقب أفريقيا، ليكشف القناع عن ملامح ناعمة ويد رقيقة كانت تحمل سلاح المبارزة بكل هذه الشجاعة والبسالة، رغم سنها الصغير، فالعديد من الأبطال الرياضيين يتجاوزون حاجز العمر لتحقيق بطولات وإنجازات عظيمة في هذه المرحلة المبكرة من العمر.
إيمان كبير من الأبوين بأهمية ممارسة الرياضة دفع والدي «لولوة» إلى اصطحابها لأحد الأندية الرياضية بطنطا، ليتركا لها حرية اختيار لعبتها المفضلة التي تريد أن تلتحق بتدريباتها، تنقلت عيون الصغيرة ابنة الـ 5 سنوات بين الرياضات المختلفة لتجد التنس بكراته الصفراء والحمراء ومضربه الكبير، والاسكواش بملعبه الزجاجي وتنس الطاولة بكرته البيضاء ومضربه الصغير ومنضدته الخضراء، ولاعبي الكاراتيه بزيهم الأبيض وفتيات لعبة الجمباز بملابسهم الساحرة اللامعة، لتجد الحيرة طريقًا إليها لم يحسمه تنقلها بين اللعب المختلفة، حتى وقعت عيناها الصغيرة على لاعبي المبارزة، بزيهم الأبيض وقناعهم على وجوههم والسلاح بيدهم، لتكتسب العيون الصغيرة بريقها الخاص، «لعبة لذيذة وجذبتني ولقيت ناس كتير متعرفهاش أو تعرف أبطال فيها وحبيت أكون من أوائل أبطالها».
براءة بالملامح ولعبة قتالية
ببدلة صغيرة وقناع أخفى براءة ملامحها وسلاح المبارزة بيدها بدأت «لولوة» أول أيام تدريباتها، الذي كان يقتصر حينذاك على التدريب على حركات المبارزة دون مواجهة قتالية بين اللاعبين، واستمرت التدريبات ليزداد شغفها باللعبة القتالية شيئًا فشيئًا، حتى جاءت اللحظة الحاسمة بعمر الـ 8 سنوات لتنتقل إلى مرحلة أخرى بالتدريبات وهي المواجهة القتالية بين اللاعبين، الذي انتقلت منه إلى البطولات المحلية لتتمكن من حجز مقعدها بالمراكز المتقدمة لكي تتأهل لتمثيل مصر بالمحافل الدولية والمشاركة باسم وطنها الحبيب ببطولة العالم عامين متتاليين.
بطولات وميداليات محلية ودولية
مشاركتها بالبطولات المحلية تحت عمر الـ 13 عامًا وتحت الـ 15 عامًا وتحت الـ 17 عامًا ثم تحت الـ 20 عامًا والتي تسمى العمومى الخاصة بفئة الكبار وفوزها ببطولة الجمهورية تحت 17 عامًا، كان جواز السفر لمرورها لتمثيل مصر بالمحافل الدولية بحسب ما ذكرت «لولوه» سليمان الطالبة بالصف الأول الثانوي بطنطا في حديثها لـ«الوطن»، خاصة بعد أن التحقت بالمنتخب المصري منذ عامين، لتتأهل لبطولة أفريقيا وتحقق الميدالية الفضية، وتحقق ذهبية الفرق العام الماضي وتعاود التأهل هذا العام لتحصد ذهبية تحت 17 عامًا وذهبية تحت 20 عامًا وذهبية مع الفريق، إضافة لمشاركتها ببطولة العالم بدبي العام الماضي وبطولة العالم ببلغاريا هذا العام، وتصنيفها بالمركز الـ21 على مستوى العالم باللعبة.
لولوة عن شعورها بحصد الميداليات الدولية: ببقى مش مصدقة
«أول مرة حسيت إني هلعب بطولة العالم مكنتش مصدقة» بهذه الكلمات وصفت «لولوة» شعورها بمشاركتها الدولية، فالمشاركة ببطولة العالم تكون لأفضل 4 لاعبين بكل دولة، لتبدأ مشاركتها الدولية واكتسابها لخبرات المنافسة، «إحساس مايتوصفش لما الواحد بيرفع العلم وبيسمع النشيد الوطني بتبقى حاجة جميلة وببقى مش مصدقة أني كسبت».
جيل جديد من الناشئين بسلاح المبارزة
ذاع صيت اللعبة بمصر مؤخرًا وأصبح لديها ناشئون كثر، خاصة بلعبة السلاح المبارزة الأكثر شهرة بمصر عن النوعين الآخرين سلاح السيف وسلاح الشيش، حتى إن بعض البطولات أصبح يشارك بها ما يزيد عن 100 لاعب، من أمهر اللاعبين بالقارة السمراء بعد أن حجزت مصر مقاعدها المتقدمة باللعبة بكل أنواعها وبكل فئاتها، بحسب ما أكدت «لولوة».
تحدي الصعوبات
وعن الصعوبات تروي «لولوة» أن هناك تنافسا كبيرا من اللاعبين المتميزين باللعبة بالتصفيات بالبطولات المحلية التي من خلالها يتم التأهل لبطوات الدولية، وهو من يجعل التأهل ليس سهلًا، كما أن تفوق مصر باللعبة بالقارة الأفريقية يجعل اللاعبين المصريين يتنافسون معًا بالمراكز الأولى بالبطولات الأفريقية، وهو ما يجعلها أكثر قوة ومنافسة، «في فئة الناشئات تحت 20 عامًا فوزت بالميدالية الذهبية على اللاعبة المصرية سلمى طارق، وفوزت بالميدالية الذهبية تحت 17 عام على اللاعبة المصرية هنا العراقي».
تمثيل مصر ببطولة العالم وأولمبياد باريس 2024
وعن أحلامها تطمح بطلة أفريقيا بالمبارزة «لولوة» تمثيل مصر بأولومبياد فرنسا 2024 وتحقيق مراكز متقدمة، خاصة مع وجودها ضمن المراكز الـ 6 الأولى المرشحة للمشاركة بالأولمبياد، كما تأمل أن تمثل مصر بكأس العالم أبريل 2024 بالرياض والحصول على ميدالية وتحقيق إنجاز رياضي جديد ينضم لقائمة إنجازاتها بهذا العمر الصغير.