أطلق مكتب منظمة اليونسكو بالعاصمة اللبنانية بيروت، بالتعاون مع مؤسسة “الفكر العربي”، الخميس، مرجعا عربيا دوليا لـ”ممارسات التعليم والتعلم الواعدة بالعالم العربي”، يضم 130 نموذجا من الممارسات الرائدة والواعدة التي تم انتقاؤها من بين 300 مساهمة من تربويين في المنطقة العربية.
ويضم المرجع الذي يتوخى منه معدوه المساهمة في الارتقاء بالعمليات التعلمية في الدول العربية، أربع تجارب من المغرب لثلاث أستاذات وأستاذ من تخصصات ومستويات ومؤسسات مختلفة، هم: بوشتى حجوبي، وحسنية الطيانة أستاذان بالمستوى الثانوي، وغزلان فضيلي، أستاذة بالمستوى الإعدادي، وبشرى زكاغ، أستاذة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق.
وهمت تجربة الأستاذ بوشتى حجوجي تعزيز القيم والمعارف من خلال الحكاية الشعبية، حيث عمل على استخدام القصة الشعبية كأداة بيداغوجية لتنمية الخيال والإبداع وترسيخ القيم الإنسانية والتشبث بالهوية الثقافية لدى التلاميذ، بينما اهتمت تجربة الأستاذة غزلان فضيلي بتعزيز مهارات التعلم في القرن الحادي والعشرين من خلال مشروع مجلة المتعلمين، وهو نشاط مواز استهدف التلاميذ الذين يدرسون اللغة الإنجليزية لأول مرة في السنة الثالثة إعدادي، ويروم تنمية مهارات التواصل والتفكير النقدي والعمل الجماعي وحل المشكلات.
وضمن مشروع لجمعية التبادل الثقافي بمراكش (سكوتسديل)، قاربت تجربة الأستاذة حسنية الطيانة أهداف التنمية المستدامة وحقوق الإنسان والاقتصاد والطب، فضلا عن تعزيز تواصل التلاميذ باللغة الإنجليزية مع أقرانهم في العالم عبر منصة افتراضية.
التجربة المغربية الرابعة ضمن مرجع اليونسكو، للأستاذة بشرى زكاغ، تتعلق بمبادرة نظرية وتطبيقية مبتكرة، تمحورت حول موضوع “تطوير طرق الاستيعاب والتلاؤم لدى المتعلمين ضمن بيئات تفاعلية”، من خلال تطبيق النظرية البنائية لـ”جان بياجيه” في بيئات التعلم التفاعلية القائمة على التقنيات الجديدة.
وفي حديث إلى هسبريس، قالت زكاع إنها عملت على تطوير هذه المقاربة ضمن السنوات التكوينية التي تلت جائحة كورونا، بهدف تمكين الأساتذة الجدد وتدريبهم على القيام بمهام التعليم من خلال اعتماد الفصول الافتراضية في المستويات الابتدائية أو باعتماد تكنولوجيا المعلومات في التعليم الحضوري.
وأضافت الأستاذة المتخصصة في علوم التربية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق أن هذه التجربة هدفت أيضا إلى تطوير نظريات التعلم وتكييفها مع طبيعة الأقسام التفاعلية والافتراضية، ومد الأساتذة الجدد أو المتدربين بالمفاهيم والأطر النظرية المستجدة وآليات تفعيلها واقعيا مع الجيل الجديد من المتعلمين التفاعليين.
وأبرزت زكاغ أن “نتائج التجربة كانت جيدة، انعكست على مدى استفادة المتعلمين والمعلمين من التعليم والتدريب عن بُعد، باعتباره ليس بديلا للتعليم الحضوري ولكن مكملا له”، مشيرة إلى أنها سبق أن اشتغلت على “أهمية تمتيع الأجيال القادمة بحقها في بيئات رقمية سليمة وآمنة”، وذلك خلال مشاركتها ضمن نخبة عربية، العام الماضي، في مشاورات اليونسكو بشأن تنقيح توصية عام 1974 بشأن التعليم.
وعالجت باقي التجارب المضمنة في مرجع “ممارسات التعليم والتعلم الواعدة بالعالم العربي” جودة التعليم والتعلم، والتحول الرقمي في التعليم، والتطوير المهني للمعلمين، والتعاون والشراكات، والبحث التربوي.
ويطمح مكتب اليونسكو ببيروت، وفق ورقة تقديمية لمديرته، كوستانزا فارينا، إلى أن يصبح المرجع رافعة مهمة لتمكين المعلمين والمتعلمين وأولياء الأمور، وغيرهم من المتدخلين في الشأن التربوي بالمغرب وباقي البلدان العربية، من الجوانب الاستشرافية التي تركز على المعرفة والمهارات في سياق بيئات آمنة وودية وتمكينية.
المصدر: وكالات