تسعى فعاليات “الأسبوع الأزرق” إلى تقوية الوعي والالتزام من أجل حماية وتنمية المحيط والفضاءات البحرية المغربية والذي تسهر على تنظيمه جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض منذ 8 يونيو، تحت شعار “مستقبل المغرب في فضاءاته البحرية الأطلسية والمتوسطية”.
وجاء هذا الأسبوع تكريسا لمفاهيم الاقتصاد الأزرق والمستدام والمنصف، الذي بإمكانه تعبئة منسجمة لإمكانات المحيط من المياه، الطاقة، الغذاء، التنوع البيولوجي، النقل، السياحة، التكنولوجيا الحيوية، التوظيف، التكيف، المرونة، الرفاهية، ورغبة في المساهمة في المشروع الاستراتيجي للمغرب، الرامي لتطوير المكونات المختلفة للمحيط.
عبد الرحيم الكسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، قال، في تصريح لجريدة هسبريس، إن “الأسبوع الأزرق” لهذه السنة يأتي في ظرفية خاصة، بما أن الأزمات المُتراكمة من الناحية البيئية والطاقية والغذائية دفعت الكل ليتوجه نحو الحلول المتجددة والمستدامة”، مبرزا أن “مشكل الجفاف الذي يواجهه المغرب اليوم يجعل مفاهيم من قبيل الاقتصاد الأزرق شيئا مطلوبا وبإلحاح عندنا”.
هذا الاقتصاد الأزرق، أفاد الكسيري، من شأنه أن يجعلنا نستغل هذا المغرب البحري، بمساحته البالغة 1.2 مليون كيلومتر مربع، و3500 كيلومتر من الخط الساحلي”، مشددا على أن “هذا الإرث البحري لا ينبغي أن يكون خاضعا للاستغلال عن طريق الصيد البحري فقط؛ بل أن يكون ضمن اقتصاد أزرق قائم على الحوكمة التعاونية، والتخطيط المتكامل والمندمج”.
ولهذا، سجل المتحدث أنه “صار ضروريا أن نتعامل جميعا مع الساحل على أنه مصدر للماء، ومصدر للطاقة، ومصدر للتنوع البيولوجي أيضا، وعلينا أن نغير تعاملنا معه على أساس أنه فضاء يعطي فقط، ولا ينتظر منا أي شيء بالمقابل”، مضيفا أن “هذا الفهم الخاطئ لتعاملنا مع المحيط يجب أن ينتهي عبر التواصل والتحسيس والتربية والتعبئة الهادفة؛ وهذا ما نحاول القيام به طيلة أيام الأسبوع الأزرق وما بعدها”.
لكن، من ناحية أخرى، يجد المتحدث أن الخطأ الذي حدث في السابق أن الشأن البحري كان التعامل معه يتم على نحو قطاعي؛ في حين أنه مسؤولية مشتركة تتقاطع فيها قطاعات عديدة، وهذه المرة دخلت أيضا وزارة الاقتصاد والمالية، دعما لهذا الاقتصاد الأزرق”، موضحا أن “هناك أرضية، بحيث كان المغرب قد أطلق في يونيو 2022 برنامج “تنمية الاقتصاد الأزرق في المغرب” على مدى خمس سنوات، أي بين 2022 و2026″.
وأفاد الكسيري أيضا بأنه “جرى كذلك توقيع اتفاقية تعاون مع البنك الدولي بقرض 350 مليون دولار في يونيو 2022″، مستطردا أن “الأمر لا يتوقف هنا؛ بل هناك أيضا اتفاقية منحة مساعدة فنية بقيمة 5 ملايين دولار بين وزارة الاقتصاد والمالية (MEF) والبنك الدولي من أجل “تسريع تنمية الاقتصاد الأزرق في المملكة المغربية في فبراير الماضي”.
واعتبر رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض أن هذه الخطوات الرسمية مهمة، لكي نشجع على حماية البحر ورفع الوعي بأهميته، واكتشاف مدى غنى ثرواتنا البحرية؛ فنحن نتوفر على 1189 نوعا من الأسماك، و6631 نوعا من الأنواع المائية الأخرى”، متأسفا في الآن ذاته أن العديد منا كمواطنين لا يعرف العديد من الأنواع، لهذا صار الوقت مناسبا لنشر ثقافة بحرية جديدة في أفقنا كمغاربة”.
وأجمل المتحدث قائلا: نراهن، عبر هذا “الأسبوع الأزرق”، أن نؤكد على أهمية المحيط في حياتنا والأدوار الجلة التي يقدمها لنا، خصوصا في القدرة على الحفاظ على التوازنات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية”، مسترسلا أن “بحارنا تحتاج إلى مختلف أشكال الحماية، خصوصا من التلوث ومن غزو النفايات البلاستيكية لأعماق المحيط”.
يشار إلى أن “الأسبوع الأزرق” تنظمه جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب AESVT، بتعاون مع الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة AMCDD، وزارة التربية (MEFPSEP) الوطنية ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة (MTEDD)، ومؤسسة ليدك.
المصدر: وكالات