«سافر تجد عوضا عمن تفارقه»، هكذا نصح الإمام محمد بن إدريس الشافعي، إذ أن السفر والانتقال من دولة لأخرى محمودا عن البعض، حيث قالوا قديمًا إن في السفر فوائد عديدة، وبهذه الفوائد آمن إسلام فايز العيسوي، الذي أيقن أن متعة الحياة في السفر والترحال.
43 عاما قضاها على الأرض منذ ميلاده، زار خلالها 31 دولة من مختلف بقاع الكوكب، ولم لا فـ«ابن الوز عوام»، ونجل أستاذ الجغرافيا الجامعي، من الوارد أن يكون رحالة، بخلاف موهبته الشعرية التي بدت ملامحها منذ نعومة أظافره.
أول قصيدة كانت في إعدادي وأول سفرية في سن 21
يحكي العيسوي لـ«الوطن»، عن قصته التي أصبح فيها شاعرًا ورحالة، بعد أن كتب الشعر في طفولته، وألف أول قصيدة في الصف الأول الإعدادي، قبل أن يقرر القيام بأول رحلة له منفردًا في سن 21 عاما، وكانت البداية لمسيرة يأمل ألا ينهيها، إلا بعد زيارة كل دول العالم ورفع العلم المصري فيها.
يٌرجع الشاب الرحالة، الفضل في نشأته لوالده وأسرته، ويعتبرهم السبب الرئيسي لمحبة السفر، حيث وجد نفسه بعد مولده في بريطانيا، رفقة والده الذي كان يدرس الدكتوراه في جامعة دورهام البريطانية، قبل أن يعودوا إلى مصر، ويتعلم في مدارسها إلى أن تخرج في أحد الأكاديميات، تخصص هندسة التشييد والبناء، إلا أن نداهة الشعر ندهته وجذبة السفر والترحال، ليقضي أوقاته متنقلًا من بلد لآخر، يغوص في ثقافات شعوبها، ويتحدث معهم عن مصر وجمالها، الذي لم يجد له مثيل.
سافرَ العيسوي، إلى عمان، السعوديه، لبنان، العراق، تونس، اليمن، تركيا، كينيا، باكستان، سريلانكا، البانيا، المالديف، نيبال، كامبوديا، لاويس، تايلاند، المانيا، النمسا، سويسرا، التشيك، المجر، بولندا، الدنمارك، هولاندا، بلجيكا، لوكسمبورج، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، موناكو، سويسرا، وطبعت هوايته على حياته، فأصبح منظما للحفلات والفعاليات الثقافية.
ديوانه تٌرجم للفرنسية
يعتبر إسلام العيسوي نفسه رحالة يحب الشعر، كما يعتبر نفسه شاعر يحب الترحال، ويتسلح في رحلاته بثلاث لغات يجيدها، كما يجيد لغته الأم العربية، وهي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، ويقرض الشعر بالعربية، إذ كتب ديوان شعر بعنوان «في مهب الوقت»، وتمت ترجمته للفرنسية، وحصل على جوائز عربية في مجال الشعر.
رفع العيسوي العلم المصري في كل بلد زارها، اعتزازًا بهويته، معلنًا للجميع أن مصر أساس الحضارة، وأن الانتماء لها فطرة يفطرعليها المواطن المحب للثقافة والجمال.
ويأمل في أن يستكمل رحلته إلى ما لا نهاية، فالرحالة لا نهاية لطموحه، ويأمل أن تصل قصائده للعالم العربي أجمع، وتترجم دواوينه لكل لغات العالم، ليتذوق الجميع الشعر بلسان مصري، وعين رأت الجمال في عديد من بلاد العالم.