كشفت هيئة الطرق والمواصلات في دبي لـ«الإمارات اليوم»، عن إنجاب أم لطفلة خلال رحلة على متن إحدى حافلاتها المتجهة من دبي إلى إمارة عجمان. وقالت الهيئة إن الراكبة أنجبت طفلة في الحافلة قبل وصول مركبة الإسعاف، وتم نقلها فور وصولها إلى أقرب مستشفى والتأكد من سلامتها وسلامة الطفلة.
ونوّهت الهيئة بدور سائق الحافلة محمد مصطفى، لنباهته وسرعة تصرفه في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الكفيلة بالحفاظ على خصوصية وسلامة السيدة، وإدارة إخلاء الحافلة وضمان وصول الركاب إلى وجهاتهم.
وروى السائق محمد مصطفى القصة لـ«الإمارات اليوم»، وهو أب لأربعة أطفال من الجنسية المصرية، ويعمل في الهيئة منذ عام 2007، بقوله، إنه أوقف حافلته على جانب الطريق بعد أن باغته صراخ من الطابق العلوي للحافلة التي وصل بها إلى مشارف عجمان قادماً من دبي، وهرع نحو الأعلى ليجد سيدة تصرخ وسط جموع الركاب بعد أن باغتتها آلام المخاض، الأمر الذي تطلب منه اتخاذ إجراءات وقرارات سريعة بدأها بأمر الركاب بالرجوع إلى أماكنهم والبقاء فيها، ثم نقل السيدة إلى مقعد في آخر الحافلة.
وشرح مصطفى اللحظات الحرجة التي استمرت حتى وصول سيارة الإسعاف، فقال، إن أول ما فكّر فيه هو ضرورة إفساح المجال للسيدة حتى تتنفس، وحتى تتعامل مع ألمها بحرية وخصوصية، وهو ما جعله ينقلها إلى مؤخرة الحافلة بعيداً عن أعين الركاب، بعد أن أمرهم بالتوجّه بأنظارهم إلى الأمام والتزام الهدوء والصمت.
وتابع أنه في اللحظة نفسها سارع بإبلاغ الإسعاف وهيئة الطرق والمواصلات في دبي بوضع السيدة، ثم باشر تنفيذ تعليمات المسعفين التي تلقاها عبر الهاتف إلى حين وصولهم.
وأضاف أنه كان يترجم التعليمات للسيدة التي لا تتحدث العربية، عبر مفرداته الإنجليزية المتواضعة التي ساعدته على إنقاذها وجنينها الذي بقي معلقاً بالحبل السري، ومعرضاً للوفاة لولا أنه طلب من فتى أجلسه على المقعد الموازي لمقعد السيدة، حسب تعليمات الإسعاف، أن يضع المولود على رجله حتى يظل موصولاً بالحبل، بما يضمن عدم انقطاع الأكسحين عنه.
وأكد مصطفى أن التعامل مع الموقف كان يحتاج إلى سرعة شديدة وحسن تصرف، لذلك قرر البقاء إلى جانب السيدة والاستمرار في توصيل التعليمات، وفي نفس الوقت إبقاء نظره على الطريق راصداً وصول الإسعاف، حتى يرشده إلى مكان الحافلة التي اضطر لأن يوقفها في موقع إلى الداخل بعد منعطف على مسار الطريق، ما جعلها غير ظاهرة للمركبات القادمة.
وأضاف أنه ما إن لمح طرف الإسعاف حتى نزل راكضاً إلى الطريق وأدخله إلى موقع الحافلة، كي لا يضيع الوقت في حال اتجاه الإسعاف في طريق مختلف.
أما الأب توماس مويه من الجنسية الغانية فقال لـ«الإمارات اليوم»، إنه سعيد بالمولودة التي أسماها «جلاديس»، مضيفاً أن الأم البالغة 28 عاماً تتمتع بصحة جيدة.
وأعرب عن امتنانه وشكره لهيئة الطرق والمواصلات في دبي على الدعم الكبير الذي قدمته له، مشيراً إلى أن الهيئة تولت تخليص كل الإجراءات في المستشفى وإصدار الأوراق المطلوبة لاستقبال الأم وإصدار شهادة الولادة. ويعمل توماس في توصيل طلبات الطعام، وله ولدان وبنت، إضافة إلى الضيفة الجديدة.
السائق نقل الأم إلى مؤخرة الحافلة بعيداً عن أعين الركاب.