تستّرت منظمة قرى الأطفال الدولية غير الحكومية على العديد من حالات العنف الجنسي والفساد منذ ثمانينات القرن الماضي، وفق ما جاء في تقرير منشور أمس الأربعاء.
المديرة العامة للمنظمة إنغريد يوهانسن، تحدثت لوكالة فرانس برس وفق ما نقله موقع “dw” عن وثيقة “يصعب قراءتها” لكنها تشهد على رغبة في “شفافية أوسع تسعى إلى إصلاح أخطاء الماضي والنضال لاستعادة ثقة المانحين.
وأكد التقرير “الاتهامات الخطيرة بارتكاب انتهاكات بحق قاصرين في دول عدة”، ووثق “العديد من حالات حمل طفلات” ناتجة خصوصا عن اغتصاب، كما خضعت فتيات صغيرات “لإجهاض قسري” من دون “الحصول على موافقة الأسر”.
كما تم التستّر على فضائح وترهيب أبلغ عنها وإتلاف أدلة وعدم إبلاغ السلطات في “بنما”، حيث لاحظت لجنة التحقيق وجود “ثقافة الخوف”، أُجبرت ضحية على التراجع عن اتهامها قبل وضعها في حبس انفرادي ثم اضطرارها إلى مغادرة المؤسسة.
وأكد المحققون وقوع إخفاقات كبيرة في كمبوديا وكينيا وسيراليون وسوريا، ففي سوريا استقبلت قرى الأطفال، وهي واحدة من المنظمات غير الحكومية القليلة التي واصلت العمل خلال الحرب، منذ عام 2015 أطفالا فصلوا قسرا عن عائلاتهم المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
وتم مؤخرا تعليق عضوية الفرع الروسي للمنظمة غير الحكومية بعد كشف الصحافة عن اتهامات لها برعاية أطفال أوكرانيين ربما “رحلّتهم” روسيا.
وقالت المديرة العامة “بما أن هذا اتهام خطير، فإن الإجراء سيبقى نافذا حتى نتأكد قطعيا من أن كل شيء على ما يرام”.
إضافة إلى حالات سوء المعاملة، تتحدّث الوثيقة عن “عدد كبير” من عمليات الاختلاس وإساءة استخدام السلطة والمخالفات في منح عقود تبلغ قيمة بعضها “ملايين الدولارات”.
فيما تتعهد المنظمة بتسوية كل المشكلات على الصعيد العالمي، ولهذا استحدثت منصب مدافع عن الحقوق، واستبدلت أكثر من نصف أعضاء الإدارة، وعزّزت مراكز الاستقبال، واستفاد زهاء 500 ضحية من دعم نفسي ولوجستي ومالي.
لكن التقرير يأسف لأنه “رغم العديد من مبادرات الإصلاح، لم يتم إحداث تغيير كامل”. والتقرير نتيجة عملية “الفحص الداخلي”، التي قام بها فريق تدقيق مستقل بقيادة ويلي موتونغا الرئيس السابق للمحكمة العليا في كينيا.
وزارت لجنة التحقيق المكونة من 10 أعضاء عشرات الدول، واستطلعت آلاف الوثائق الأرشيفية وأجرت 188 مقابلة مَعَ ضَحَايا مفترضين ومسؤولين سابقين ومشرفين حَاليين في هَذه المنظمة التي تعد “أكبر منظمة عالمية”.
وتأسست المنظمة عام 1949 في النمسا لمساعدة الأيتام والأطفال الذين لايحظون برعاية عائلية مناسبة.
المصدر: وكالات