علاقات و مجتمع
رحلة تساؤل أمضت فيها تيريزا سعيد منذ الطفولة، حينما نشأت في حي جامعي القمامة بمنشية ناصر، كانت دائما تتساءل لماذا لم يتم استغلال المكان في مظهر يزينه جمالًا؟، ولما لا يوجد مكانًا للأطفال يلعبون ويمرحون فيه يعلمهم قيم ذو فائدة؟، ومع الأيام وشتى الظروف أطلقت مبادرة «مساحة» للأطفال والأمهات، تهدف إلى تمكينهم إدارة حياتهم بشكل أفضل داخل مجتمعهم، فضلًا عن تعليمهم بشكل مختلف.
فكرة تريزا للأطفال والأمهات
نشأت في حي جامعي القمامة، وكونها واحدة من أبنائه وأم لطفلين، فهي تعرف جيدًا مدى احتياج سكانه وخاصة الأطفال إلى المساعدة والتطوير، تحكي «تيريزا»، لـ«هُن» عن قصتها، قائلة: «تخرجت في كلية الآداب قسم فلسفة، وحصلت على دبلومة المشورة، في الإرشاد والدعم النفسي، وأصبحت مدربة معتمدة لبرنامج أفلاطون الدولي، وعملت في إحدى المنظمات المجتمعية في برامج لتطوير المهارات في فترة كورونا، ولكن فقدت وظيفتي، ففكرت أجمع بين حلمي وأفكاري وظروفي وفكرت في المبادرة».
«مساحة» مبادرة لتطوير الأطفال
في عام 2019 بدأت «تريزا»، في إطلاق مبادرة تهدف إلى تمكين الأطفال والأمهات من إدارة حياتهم بشكل أفضل داخل مجتمعهم، من خلال تطوير مهاراتهم، ومواجهة التحديات والظروف المحيطة بهم مثل السلوكيات النفسية والاجتماعية الخاطئة الموجودة، وأيضًا للتصدي لظاهرة العنف: «فكرت ضروري عمل شيء مفيد للمكان، لأن من وأنا صغيرة مولودة في الحي، وبحب فكرة التعليم بشكل مختلف، ففكرت تطبيق برنامج توعوي للتعليم النشط، من خلال لعب الأطفال والغناء ورواية القصص، والمبادرة قائمة على مبلغ مالي صغير يبدأ من 5 جنيهات، لأن المهم القيمة مش السعر».
الاهتمام بالبيئة هدف المبادرة
تؤكد «تيريزا» أن المبادرة تهدف إلى زيادة الوعي بالبيئة المحيطة أيضًا: «حي جمع القمامة كان أهم شيء فيه الورق، ومن المنطلق ده فكرت في إعادة التدوير، وتمكنت من خلال مبادرتها مساعدة أكثر من 200 طفل وأم داخل الحي، كما نفذت برنامج المصطبة للأمهات، لتعريفهم الأساليب التربوية الصحيحة لأبنائهم، وكذلك رفع وعيهم بأنفسهم من خلال لقاء أسبوعي داخل مقر المبادرة، وخلال اللقاء يتحدثن عن اهتماماتهم، وكيف يتغلبون على التحديات التي يواجهونها داخل الحي».
أُمنية تريزا
الكثير من المواقف جعلت «تيريزا» تسعى إلى وجود أماكن كثيرة على هذا النهج: «من المواقف اللي مأثره فيا إن الأطفال بقى عندها حب للمكان، كلهم في روح تعاون بينهم، وبيساعدوا بعض»، كما أن المبادرة تهدف إلى تعديل السلوك، وتطمح إلى توسيع مكانها، لتكون قادرة على استكمال ما بدأته، للتوسع والوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين، وتعليم الجميع الحقوق والمسئوليات وربط السلوكيات الجيدة بالبيئة.