«جانا الهوا جانا.. ورمانا الهوا رمانا.. ورمش الأسمراني شبكنا بالهوا»، على أنغام تلك الأغنية يستيقظ «عم سمير»، بعد أن تخطى سن السبعين، لكن مازالت روح الشباب تدب في أنحاء جسده، ملقيًا نظرة على مقتنيات الراحل عبدالحليم حافظ التي تملأ منزله، وتتنوع بين بدلات الحفلات وأحذيته والميكروفون وشرائط كاسيت، وذكريات عديدة، حفظها لديه، ولم يفرط فيها.
عشق «عم سمير» العندليب منذ صغره، ووصفه بأنه «كان أمي وأبويا وصاحبي، كل ما في دنيتي وعيتلي»، وبعد محاولات عديدة بحث خلالها عن فرصة للعمل معه، سأل الجميع وطرق كافة الأبواب، لتحقيق حلمه، الأول برؤية «عبد الحليم»، والثاني بالعمل معه، ووفي عام 1965، تحقق حلمه، وقابله للمرة الأولى.
حكايات ونوادر عم سمير مع العندليب
حكايات ونوادر، يرويها عم سمير حسن، لـ«الوطن»، عن علاقته بالعندليب عبد الحليم حافظ، فكان العمل معه بعد أن طلب من الدكتور هشام عيسى، الطبيب الخاص به، حيث أبلغه بتمني رؤيته والعمل معه، حتى ولو مكوجي: «سألت كتير لغاية ما وصلت للدكتور هشام عيسى، وصلت له وروحت قابلته وحكيت له إني عاوز منه خدمة وعاوز أشوفه، قولت له عاوز أقابل عبد الحليم حافظ وعاوز أشتغل معاه مكوجي أو لبيس، عاوز أشوفه وأسلم عليه وأبوسه».
اللقاء الأول بين عم سمير سيد وعبدالحليم حافظ
اللقاء الأول بين «عم سمير»، و«عبد الحليم»، كان العندليب مُستلقيًا على السرير، ودخل معه الدكتور هشام عيسى، وهناك سلم عليه وقبله من خده ورأسه وتمنى له السلام، وفقا له: «أول ما دخلنا عليه، اتعدل في قعدته وحط المخدة وراء راسه، قولت له ألف سلامة عليك وربنا يشفيك، أنا بقالي سنين عاوز أقابلك، فضلت أتحايل عليه إني عاوز أشتغل عنده».
عم سمير يعمل مع العندليب لمدة 16 عامًا
وافق العندليب على عمل «عم سمير» معه، ولمدة 16 عامًا، ظل يعمل لبيس عبد الحليم حافظ حتى وفاته، وكان آخر أغنية شارك معه فيها ونظم حفلته، وكانت آخر أغنيه دندنها العندليب على المسرح، وهي «قارئة الفنجان»: «قعدت معاه 16 سنة، من وقت ما كان سني 20 سنة، ساعات كنت ببات معاه في البيت، كنا بننام في البلكونة، عاملين فرشتين، وبروح كل وقت والتاني أشوف والدتي وأشوف إخواتي».