وقعت وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية تعاون مع شركة “بلانيت لابز”، الرائدة في مجال الخرائط والبيانات حول الأرض، لبناء أطلس للخسائر والأضرار بالاعتماد على بيانات الأقمار الاصطناعية لتمكين الدول من مواجهة التغيرات المناخية.
وتأتي الاتفاقية، في إطار رؤية واستراتيجية وكالة الإمارات للفضاء، لدعم المبادرات والمشروعات التحولية المختلفة والرامية إلى الحد من التغير المناخي، وضمن الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28” الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي، العام الجاري، بمشاركة نخبة من قادة الدول وصانعي القرار لمناقشة قضايا المناخ.
وصمم أطلس الخسائر والأضرار، لتوسيع نطاق تقديم التكنولوجيا والخبرة الفنية للبلدان النامية لمعالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ، بما يتماشى مع مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع التي أطلقتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لتعزيز توافر أنظمة إنذار مبكرة للحد من أخطار الظواهر المناخية في عدة بلدان وتعد مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع ناتج إنشاء صندوق الخسائر والأضرار خلال «كوب 27» عام 2022.
وقالت وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، سارة بنت يوسف الأميري إن التعاون والشراكة الاستراتيجية مع شركة “بلانيت لابز” خطوة قوية في سبيل بناء مستقبل مستدام ومقاوم للتغيرات المناخية، كما يعكس التزامنا بتعزيز قدراتنا التحليلية لمواجهة التغيرات المناخية واتخاذ قرارات مستنيرة ومدروسة.
وأضافت الأميري: ” نحن ندرك أهمية التصدي للتحديات المناخية العالمية، ومن خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة والبيانات الفضائية والأقمار الاصطناعية سنعمل على تأسيس أطلس لدعم ملف الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ يسهم في تطوير أنظمة الإنذار المبكر، بما يدعم بناء قدراتنا والتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة، إلى جانب مساعدة الدول الأخرى على وضع خطط واستراتيجيات للحد من التغيرات المناخية المستقبلية”.
من جانبه، قال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، سالم بطي سالم القبيسي: ” نضع على رأس أولويتنا دعم وتعزيز شركات القطاع الخاص الوطنية في مجال الاستدامة ومكافحة التغير المناخي”.
وأضاف : “ أن هذه الاتفاقية تمثل أساسا قوياً للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال أطلس متفرد للخسائر والأضرار عبر ما يوفره من إمكانات هائلة بما يدعم إحداث تأثير إيجابي للحد من التغيرات المناخية، وبما يدعم الرؤى والاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى بناء اقتصاد مستدام من خلال الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي”.
من جهته قال ويل مارشال، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “بلانيت لابز” :”نحن فخورون بشراكتنا مع دولة الإمارات لإيصال هذه البيانات إلى شركائنا الدوليين”، مضيفا ” أنَّ تغير المناخ يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجهنا على كوكب الأرض، لذلك من المهم أن تكون الدول النامية قادرة على الحصول على ملاحظات ورؤى حقيقية وملموسة لبناء قدراتها لمواجهة التغير المناخي، ونمتلك التكنولوجيا اللازمة للمساعدة في بناء أنظمة الإنذار المبكر ومواجهة تحديات المناخ، لكن لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا».
ويسهم أطلس الخسائر والأضرار بدور محوري في تحديد الأضرار الناجمة عن الظواهر المناخية، مثل الفيضانات والجفاف، بهدف المساهمة في إنشاء أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة للتخفيف من الآثار المحتملة، بالإضافة إلى أنه سيتم تطويره من قبل الشركات الناشئة والمعاهد والجامعات في دولة الإمارات وسيتم عرضه الأول خلال مؤتمر “كوب 28”.
وفي سبيل تحقيق رؤيتها لدعم الاستدامة، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء على مدار السنوات القليلة الماضية العديد من المشروعات والمبادرات لمواجهة التغيرات المناخية، ومن بينها مجمع البيانات الفضائية، المنصة الرقمية المتفردة لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية.
كما أعلنت عن برنامج حلول الفضاء برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية، والذي يتضمن العديد من المبادرات والتحديات بما فيها مبادرة الأمن الغذائي، ومراقبة غازات الاحتباس الحراري، والمراقبة البيئية، والبنية التحتية، وإجراء الرصد البيئي والغطاء النباتي، بالإضافة العمل على تحسين البنية التحتية لضمان التنمية المستدامة في مواجهة المخاطر المتعلقة بالمناخ.
ولتسهيل هذه المساعي، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء، منصة تحليل البيانات الفضائية، والمختصة برصد الأرض والاستشعار من بعد؛ والتي تهدف تسهيل الوصول إلى بيانات الأقمار الاصطناعية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع لتطوير حلول تدعم التحديات الوطنية والعالمية في شكل تطبيقات البيانات الفضائية والخدمات ذات القيمة المضافة، بالاعتماد على الأقمار الاصطناعية لمعالجة التحديات الوطنية والعالمية.