علاقات و مجتمع
كانت مجرد هواية ثم تحولت إلى رأس مال صغير، كلما شعرت بالتعب كان زوجها يبادلها كلمات الدعم حتى أصبح لمنتجاتها من الكيك المنزلي اسم تسوق له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن حماتها الأم الثانية الدعم وحمل الطفل الصغير الذي أنجبته ندى شعبان في أولى سنوات الجامعة، بدأت معها عملها الخاص في السنة الثانية ثم توقفت وعادت من جديد بدعم الزوجة والأهل، يتولى كل فرد مسؤولية ولو كانت صغيرة من زوجها ووالدته وأسرتها وغيرهم حتى يكبر المشروع الذي بدأ بمبلغ 100 جنيه تقريبًا.
مشروع «ندى» بدأ بـ100 جنيه
بدأت ندى شعبان، 23 عامًا مشروعها الصغير«الكيك والحلوى المنزلية» من بيتها بمبلغ بسيط في حدود 100 إلى 150 جنيهًا وكانت صدفة، وبفضل هوايتها وعمل كيك المناسبات الخاصة بها أو بأقاربها، ثم في الصف الثاني الجامعي خلال دراستها في كلية الآداب لغة عربية جامعة حلوان، قامت بعمل مشروعها بعد ولادة طفلها: «دخلت المجال ده بالصدفة هي مجرد هواية في الأول يعني في المناسبات بتاعتي وبتاعت أسرتي وبعدين قرايبي عجبهم الشكل إنه حاجة جديدة ومش تقليدي والطعم زي الجاهز كمان شجعوني بصراحة إني أبدأ كنت ساعتها لسه والدة وفي تانية جامعة كمان فقولت كده هيكون كتير عليا وأجلت القرار شوية على أساس لما أخلص جامعة بس حبي للمجال ده وأد إيه ببقى مبسوطة وأنا بمارس هوايتي خلتني أرجع في رأيي وأبدأ»، وفق حديثها لـ«هن».
وبرغم ظروف ولادتها وقرارها الذي كانت تصر عليه حينًا وتتراجع حينًا كان زوجها داعمًا لها وشجعها على أخذ الخطوة الأولى: «جوزي كان مشجعني جدا يمكن هو اللي خلاني أرجع في قراري وقالي إني كده كده لسه في البداية يعني مش هيكون في إقبال جامد لحد ما كذا حد برا الدائرة بتاعتي يجرب وأعمل اسم لمشروعي».
وبرغم قلة الموارد التي تحتاجها «ندى» بدأت بالأدوات البسيطة وغير متوقعة، فقد تعاملت مع المسطرة على أنها مضرب حتى تخفق بها البيض والمكونات، أو طلب مضرب والدتها لعمل الكيك: «جبت مسطرة من المكتبة مكنش عندي مضرب بيض خدت مضرب بيض مامتي وكنت بجيب الأداة حسب الطلب يعني الكيك دي هحتاج ضروري الأداة دي كنت بجبها أكتر مبلغ بدأت بي مثلا 100 أو 150 خامات وأداة أو اتنين».
قطع حلوى احترافية بأدوات بسيطة
لم تكن «ندى» تمتلك القطاعات أو المولدات التي تحتاجها لعمل قطع كيك بالشكل الذي يريده الزبون، لكنها عوضت ذلك بأدواتها البسيطة: «عاوزة الشغل يبقى خارج بشكل احترافي كنت بجيب الصورة على التلفون وأشفها على ورق أبيض خالص وأقص الرسمة وأحطها على عجبنة السكر وأمشي عليها بالسكينة الخامات مبدأتش طبعا بخامات جملة بدأت بربع ونص وساعات ثمن والله حسب الكمية اللي عوزاها وحاليا عندي دولاب أدوات وبجيب الخامات جملة بالشكارة الحمد لله».
الزوج يوصل الطلبات
لم يكن زوجها يساعدها بالدعم المعنوي فقط بل عمل «دليفري» من أجلها، يوصل الطلبات حسب العناوين: «كان عندي مشكلة في الشحن وشركات الشحن مش بتوافق توصل كيك عشان متبقاش مسؤوليتهم لحد ما جوزي قالي أنا هساعدك في التوصيل وأوصل بعد الشغل ولحد دلوقتي هو اللي بيوصل بعد شغله بيوصل مواصلات لأن مش عندنا عربية الناس كانت بتخاف الأول وإزاي مواصلات الحاجة ممكن متوصلش سليمة بس هو متعود وبقى عارف يمسكها ازاي عشان متخبطش في العلبة مثلا أو يحصل حاجة لا قدر الله فبقى عندهم ثقة إن الحاجة بتوصلهم في أحسن صورة»، أما والدته «حماتها» كانت تحمل الطفل في وقت عملها ومذاكرتها للامتحانات حتى تخرجت: «عمري ما أنسى فضلها، هي اللي كانت بتقعد بابني في الامتحانات والمذاكرة والجامعة»، وبفضل العائلة الداعمة أصبح المشروع الذي بدأ بـ100 جنيه فقط له الكثير من المحبين.