تغيرت حياته تمامًا فبعد كونه مبصرًا، ويمارس حياته بشكل طبيعي تحولت حياته 180 درجة، بعد إصابته بمشكلة في العصب البصري جعلته كفيفا، إلا أنه قرر ألا يستسلم لحالته ويساعد أقرانه، بإطلاقه مبادرة «اقرا بعيوني» لمساعدة غير المبصرين لتعلم القراءة والأنشطة الترفيهية الأخرى، ليعلم على يديه ما يقرب من 141 شخصا وما زال يواصل رحلته أمل لا ينتهي.
«كناكرية» كفيف سوري يسخِّر جهوده لمساعدة فاقدي البصر
«ما كان عندي مشاكل بالرؤية» بهذه العبارة لخص الشاب السوري وسيم كناكرية صاحب الـ31 عاما معاناته، التي بدأت بفقدانه البصر تدريجيًا في عينه اليسرى، ومن ثم بدأ ينتقل تدريجيًا إلى العين اليمنى وذلك بسبب إصابته بـ«داء ليبرز» وهي حالة مرضية نادرة تم اكتشافها في عمر المراهقة، إلا أنه فقد بصره تمامًا في عمر الـ18 «كوني طفل مبصر وفجأة أتحول وأكون كفيف، كانت بتشكل صدمة بالنسبة لي، فكنت في البداية بقدر أشوف وبعدها اختفت الرؤية تدريجيًا، الأمر بالنسبة لي كان صعب جدًا، فاختفاء بصري كان على مراحل كنت بتبدأ معي بالتعب، واليوم التاني بيروح جزء كبير من البصر إلى أن تلاشى تدريجيًا، وهذه هي المرحلة اللي أثرت بحياتي» بحسب حديثه لـ«الوطن».
وبدأت معالم حياة «كناكرية» تتغير تدريجيًا بداية من انتقاله إلى مدرسة المكفوفين، وصولًا إلى جلوسه بالمنزل طوال الوقت، بعد ما كان معروفا عنه أنه طفل نشيط، يهوى الجري وركوب الدراجات «المهم عشت بحالة صعبة كتير، كنت قاعد طول الوقت بالبيت والمكان الوحيد اللي بروح عليه هو المدرسة، أو الأماكن اللي والدي ووالدتي بيروحوا ليها، وفي المدرسة بدأت أوصف الأشياء التي كنت أراها، لأصدقائي المكفوفين من الطفولة، فكانت هذه الأشياء تشعرهم بسعادة كبيرة، لما بدأت أوصفلهم الأشياء التي لم يروها طوال حياتهم».
«اقرأ بعيوني» مشروع تطوعي لمساعدة المكفوفين
تخصص «كناكرية» في الأدب الإنجليزي، إلا أنه لاقى العديد من الصعوبات خلال دراسته، وتمكن من التغلب عليها، حتى رغب توظيف دراسته لعمل فريق تطوعي لقراءة المحاضرات والكتب الجامعية للمكفوفين، بدأت الفكرة بـ«بوست» على فيسبوك لينضم إلى الفريق حوالي 30 متطوعا «فكرة أنه كفيف هو اللي يقود فريق تطوعي لخدمة غير المبصرين، كانت السبب أننا قدرنا نوصل لأكبر قدر منهم ونساعدهم، عبر إقامة دورات تعليق صوتي وشرح المذكرات الجامعية، كوني فاقد للبصر جعلني أحدد الطريقة الأنسب لإيصال المعلومة لأقراني، ومعرفة الأمور اللي نحن كمكفوفين بنهتم فيها واللي بتزعجنا في بالتسجيل الصوتي أيضًا، مثل الضجة أو سرعة القراءة وعلو الصوت إلى حد ما، فكنت براجع التسجيلات بعد كل متطوع وأخبرهم بالأخطاء حتى يتم تداركها».
أضاف «كناكرية» أنهم حرصوا على تنفيذ مبادرات مدعومة من المنظمات لخدمة المكفوفين، مثل جعل «مكعب روبيك» قابل للمس من قبل الأطفال المأخوذ من الطريقة العالمية، بالإضافة إلى عمل وصف صوتي لفيلم عالمي من ديزني «هنا كنت أنا بحقق أحلامي، اللي كان نفسي فيها قبل كده وما كان في حدا يحققها، وحاليًا براعي الأطفال لأنهم في نفس وضعي، حاليا فريقنا يتضمن أكتر من 350 متطوع بجميع المجالات من تعليق صوتي، وتسجيل محاضرات، وتعديل صوتي، وتعديل فيديو، وموشن جرافيك ومبرمجين، ومصممين أوتوكاد وأليستريتر ومهندسين كله لخدمة المكفوفين بشكل مجاني تماماً».