قال رئيس الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات بالتكليف د.عمار الحسيني إن التحول الرقمي يشكل ركيزة أساسية تستند إليها رؤية «كويت جديدة 2035»، بعد أن أصبحت «الرقمنة» معيارا أساسيا لمعظم الصناعات والمؤسسات.
وأضاف الحسيني، في كلمته الافتتاحية لمؤتمر «قمة الرؤساء التنفيذين لتكنولوجيا المعلومات» بنسخته الثانية الذي تستضيفه البلاد ويعقد تحت شعار «تمكين قادة الاقتصاد الرقمي»، أن الاقتصاد الرقمي محرك قوي لتمكين الصناعة وتسهيل تنمية اقتصادية ملموسة في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد أهمية التحول الرقمي السريع الذي تشهده الكويت من خلال رقمنة الخدمات الحكومية وتنفيذ خطط التنمية الوطنية ودوره في تحقيق فوائد لكل من القطاعين العام والخاص في البلاد.
ولفت إلى التوجه «الجاد» نحو حكومة رقمية ذكية تعمل على مدار الساعة في خدمة المواطنين والمقيمين وأيضا قطاع الأعمال والشركات من خلال أعلى درجات الدقة والجودة والسرعة باستخدام أحدث التقنيات العالمية على أيدي كوادر وطنية والاستفادة من خبرات الشركات المحلية والعالمية.
وأوضح أن أي تأخير في مساعي التحول الرقمي سيؤدي إلى تأخير المنظومة الاقتصادية وعجلة النمو وسط تقلبات اقتصادية يشهدها العالم «تتطلب منا تسريع عجلة التحول الرقمي على جميع الصعد ما سيعود بالنفع الاقتصادي وتسريع الإنتاجية بشكل غير مسبوق».
وذكر الحسيني أن الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات يقوم بدور بارز في دفع مؤسسات الدولة نحو الاقتصاد الرقمي وتحفيزه لرحلة التحول الرقمي من خلال استخدام التقنيات الحديثة.
وأكد أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء ومعالجة البيانات الضخمة والرقمنة في جميع الخدمات «هدف للتحول الرقمي إلى بيئة «لا ورقية» وإلى وزارات وهيئات رقمية تعمل بلا توقف لتصل إلى أيدي المواطنين عبر منظومة موحدة تملك أعلى المعايير الدقة في تقديم الخدمات وسهولتها وتنظيم عملها».
وقال إن الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية تستلزم أن تكون جميع المشاريع القادمة رقمية وعليها أن ترتبط ارتباطا وثيقا بذلك ومنها على سبيل المثال تطبيق «سهل» ومشروع «مركز البيانات الوطني» و«سياسة الحوسبة الحسابية».
من جانبه قال نائب رئيس شركة «آي.دي.سي» للأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا رانجيت راجان في كلمة مماثلة إن الاستراتيجيات الرقمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط ترسخت على مدى الأعوام القليلة الماضية مشيرا إلى أن المؤسسات في المنطقة باتت تركز الآن بشكل متزايد على جني حصة أكبر من عائداتها من المنتجات والخدمات والقنوات والمنصات الرقمية.
وأضاف راجان أن الاستبيان الذي أجرته «آي.دي.سي» في منطقة مجلس التعاون الخليجي أخيرا أظهر أن 60% من مديري تقنية المعلومات الذين شملهم الاستبيان يعطون أولوية لرقمنة العمليات من خلال زيادة الأتمتة وإعادة هندسة العمليات.
وأوضح أنه من أجل التفوق والتقدم وسط المتغيرات الدائمة لابد من التفكير بعقلية رقمية لبناء مؤسسة قائمة على البيانات وتبنى ثقافة الابتكار ستصبح الاستفادة من السحابة كمنصة تأسيسية وتطوير منصة بيانات وذكاء مدعومة بالذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة وتمكين البنية التحتية الرقمية القائمة على الاستهلاك في كل مكان من أولويات التكنولوجيا.
وأقيمت القمة على مدار يوم واحد بحضور أكثر من 150 من أبرز قادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد ورواد الحكومة الرقمية والهيئات التنظيمية والهيئات الرقمية تحت رعاية الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وتنظيم شركة «آي.دي.سي» للأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا.
وسلطت القمة الضوء على دور «الجهاز المركزي» بدفع مؤسسات الدولة نحو الاقتصاد الرقمي وتحفيز رحلة التحول الرقمي كما استعرضت الوضع الحالي للاقتصاد الرقمي وتقييم تأثيره المستمر على المواطنين والعملاء والموظفين والمؤسسات ومعالجة التحديات الرئيسية التي يجب التغلب عليها وتحديد أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي أثبتت جدواها لدفع النجاح في المستقبل من خلال أوراق عمل قدمها متخصصون من القطاع الخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات.
واستضافت القمة نيل هاربيسون الذي يعد أول «إنسان آلي ـ سايبورغ» معترفا به رسميا في العالم لإبراز أهمية التكنولوجيا وكيفية تسخيرها لمصلحة الإنسان.
و«سايبورغ» مصطلح حديث يعني الإنسان الذي يستعين بتقنية إلكترونية تثبت بشكل دائم في جسمه لتعويض بعض الوظائف الحيوية التي يفتقر إليها.