موهبة صغيرة بحلم كبير ربما تؤرقه تفاصيلها لكن جسده النحيل القادر على التنقل بالكرة بكل سهولة حتى يحرز أهدافه سرعان ما تظهر بشيء من الحزن على ملامح الطفل الشغوف، محمود شريف صاحب الـ10 سنوات، والذي لفت أنظار المحيطين به في ساحات كرة القدم بأسيوط منذ 5 سنوات مرت على ابن مركز الفتح كلمح البصر.
بدأت قصة محمود قبل 5 سنوات، تغلب خلالها على إعاقته، وأجاد مهارات كرة القدم في التسديد والمراوغة وإحراز الأهداف، جعلته بطلا بين أقرانه بعد أن تعلق باللعبة في سن صغيرة، وهو ما أوضحه في بداية حديثه قائلًا «أنا عندي 10 سنين ومتفوق في الدراسة الحمدلله، وفي نفس الوقت بشتغل وبساعد والدي اللي عنده محل بقالة في أسيوط، بدأت ألعب كورة من 5 سنين في الشارع قدام بيتنا، وبعرف أرقص وأراوغ كويس وكمان هداف، أنا بحب الكورة وبحاول أطور نفسي فيها عشان كدة روحت أكاديمية في البلد عندنا عشان الناس كلها تعرف موهبتي».
ويروي محمود شريف لـ«الوطن»، أنه يحصل على دعم كبير من والده قائلا، «أكتر حد بيدعمني هو أبويا ومقدر إني حريف، وعايز أبقى نجم في الكورة، وألعب في نادي، وقرر يوديني الأكاديمية اللي أنا بلعب فيها مع كابتن ياسين، وبيوفرلي كل الإمكانيات».
محمود الذي ذاع صيته بين أطفال أسيوط يواجه تخوفات تؤرقه وتجعله تائهًا في كثير من الأحيان بل وتجعله حائرا بين موهبته وإعاقته قائلًا «أنا في الأكاديمية موجود من حوالي 4 سنين، أنا بلعب كويس بس خايف لما أكبر بسبب الإعاقة دي ميكونش ليا مكان، وأنا حريف وهداف وبلعب كويس جدًا».
مدرب الطفل: يمتلك موهبة غير عادية
ياسين عبده الذي تولى تدريب الطفل الموهوب داخل إحدى أكاديميات كرة القدم بمركز الفتح، أكد أن محمود لاعب موهوب، ولفت الأنظار حوله منذ انضمامه إلى المكان «أنا مدرب في أكاديمية تتبع مركز الفتح في أسيوط، محمود من أول ما جاء الأكاديمية وهو لاعيب كويس، عنده موهبة مش عادية كنت ملاحظه من أول ما انضم للأكاديمية، وهو من مواليد 2013».
يمتلك مهارة اللمسة ومنتظم في التدريب
ويضيف مدرب الطفل لـ«الوطن»، «أهم حاجة بتميزه إن الكورة واللمسة عنده حلوة أوي، وكمان مهاري وبيراوغ كويس وبيهدف رغم صغر سنه، وهو رجع الأكاديمية بعد ما خلص امتحاناته، وحاليًا منتظم في التدريبات والمباريات».
الطفل: خايف على موهبتي من إعاقتي
مدرب كرة القدم الذي يتولى تدريبه واكتشف موهبته منذ 4 سنوات يتابع، «حاليا بيقابل مستويات أعلى وبردو بيبان، بس من وقت للتاني بيكون ساكت وزعلان وواخد جنب مع نفسه، رغم أنه بيأدي التمرين 10 على 10 ولما بسأله مالك يا محمود؟..بيقول أنا عايز أبقى لاعيب كورة بس خايف على حرفنتي من إعاقتي».