يظل اهتمام الجمهور بالفنان في حياته مستمرا لما بعد وفاته، وفي بعض الأحيان يكونون أكثر وفاء من مقربين إليهم، ويبقون في نهم شديد لمعرفة أخبارهم، وتظل مقتنياته بالنسبة لهم في مكانة غير مسموح بمسها أو بيعها، باعتبارها شيئا من ذاكرتهم.
لكن مقتنيات عدد من الفنانين أثارت الجدل حولها، وتتبعها الجمهور لمعرفة إلى أين ملاذها الأخير.
أزمة مقتنيات نور الشريف
مقتنيات نور الشريف تباع عبر «فيس بوك»، كانت هذه الكلمات كفيلة بأن تقيم الدنيا ولا تقعدها بعد رحيل أسطورة الفن المصري والعربي نور الشريف، الذي قدم للمشاهد العربي أكثر من 200 عمل درامي، بين سينما وتليفزيون ومسرح وإذاعة، ففوجئ رواد «فيس بوك» بمقتنياته الشخصية تباع بأرخص الأثمان، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أن مكتبة الإسكندرية نفت بيع مقتنيات نور الشريف في المزادات، وحسبما أعلنت المكتبة في بيان لها في حينها، فإنها ليس لها علاقة بأي من عمليات البيع التي تتم على مقتنيات نور الشريف، موضحة «أنه لا علاقة لها بما تم تداوله مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود بعض مقتنيات الفنان الراحل نور الشريف تباع في الأسواق والمزادات».
أزمة مقتنيات أحمد زكي
لم تسلم مقتنيات الراحل أحمد زكي هي الأخرى، فقد اتهمت إيمان عطية، الأخت غير الشقيقة للفنان الراحل أحمد زكي، المحامي بلال عبدالغني، المستشار القانوني لرامي عز الدين بركات، الأخ غير الشقيق لهيثم أحمد زكي، بأنه لا يزال يحتفظ ببعض من مقتنيات أحمد زكي، داخل مكتبه والفيلا الخاصة به في مدينة السادس من أكتوبر، وكأنها ضمن أملاكه، كما يرفض تسليمها إلى ورثة أخيه، بل وعرض بعضها للبيع، وذلك في القضية التي أثيرت منذ عامين.
مقتنيات سمير صبري
أزمة كبيرة أثارتها مقتنيات وشقة الراحل سمير صبري بين أقاربه، مما أدى إلى تشميع شقة الفنان الراحل، في منطة عرابي بالمهندسين، بعد الانتهاء من عملية جرد ما بها من مقتنيات، لحين إنهاء الأزمة كاملة بين الورثة وأقارب الراحل، سواء بالتصالح فيما بينهم، أو استكمال إجراءات التقاضي.
ثم بعد ذلك بدأت وزارة الثقافة تنفيذ قرار الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، بضم مقتنيات الفنان الراحل سمير صبري إلى متحف السينما الذي تجهز الوزارة لتدشينه تحت إشراف الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشؤون الإنتاج السينمائي والمشرف على نشاط السينما.
وصدر قرار من وزيرة الثقافة، بتشكيل لجنة مختصة برئاسة الدكتور محمود عبدالسميع أبو المعاطي، مستشار مقتنيات السينما، لتتولى حصر المقتنيات السينمائية الخاصة بالفنان الراحل سمير صبري للاستفادة منها.
الناقد الفني محمد شوقي، قال إن الفنان ثروة قومية وملكية عامة ويجب أن يرث الورثة الشرعيين الفنان في ممتلكاته المالية فقط، أما تراثه الفني فليس ملكا لهم، «أكثر ما يحزن ما نراه من تراث ومقتنيات تلقى على الأرصفة أو تعرض للبيع بمبالغ زهيدة، فسمير صبري مثلا قال في إحدى لقاءاته أنه فوجئ أن ملابس السيدة أمينة رزق المسرحية تباع على الأرصفة في الفجالة وكذلك جواز سفرها».
وأضاف أنه من المفترض أن تكون وزارة الثقافة ونقابة الممثلين ونقابة الموسيقيين هي الجهات المعنية بجمع تراث أي فنان الأدبي أو الفني، وإذا نظرنا إلى تراث أم كلثوم نفسه فسنجد أنه راح هدرًا، «الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، صاحبة كتاب (أم كلثوم عصر من الغناء)، أما شافت فيلا أم كلثوم بتتهد جريت على الفيلا واحتفظت بطوبة ووضعتها في منزلها، وكتبت عليها تراث أم كلثوم المهدر».
وشدد على احتياجنا بقوة إلى تخليد المقتنيات لأنها تخلد الفنان وتحفظ تراثه لأجيال أخرى، فالجمهو يحب الفنان أكثر من أهله.