تصوير: ياسين آيت الشيخ
رغم مرور 20 عاماً على تفجيرات 16 ماي الإرهابية التي ضربت الدار البيضاء في سنة 2003؛ إلا أن الحادث بكل تفاصيله الأليمة لا يزال راسخا في ذاكرة عائلات الضحايا.
هذا الحادث الإرهابي، أسفر عن مقتل 45 شخصا، بينهم 12 انتحاريا، وإصابة نحو 100 آخرين.
وفي كل سنة، دأب أفراد عائلات ضحايا أحداث 16 ماي على إحياء الذكرى الأليمة، أمام اللوحة التذكارية للضحايا وسط الدار البيضاء.
تحكي رشيدة الكيدالي رئيسة جمعية “ضحايا 16 ماي” في تصريح لـ”اليوم 24″، أنها فقدت زوجها أثناء انفجار مطعم “كاسا دي إسبانيا”، تاركا ثلاث بنات.
تقول رشيدة أمام اللوحة التذكارية، إن اللحظة الرهيبة عقب تأكدها من مقتل زوجها في الحادث الفظيع تأبى الرحيل عن ذاكرتها رغم مرور سنوات عدة.
تضيف، رشيدة أنها تخطت الحادث بفضل مساندة الملك محمد السادس لها ولباقي العائلات، كما أعربت عن ارتياحها لليقظة الأمنية التي تمكنت من تفكيك خلايا إرهابية طيلة هذه المدة من الزمن.
كما أنها فخورة بكونها استطاعت التغلب على الحادث بكل تفاصيله المحزنة، وذلك بإتمام بناتها دراستهن، لافتة إلى أن ذلك من بين أهداف الجمعية التي تترأسها.
وتشير إلى أن هدف الجمعية هو ضمان مستقبل الأطفال الذين تيتموا ولم يجدوا وسيلة لاستكمال دراستهم، والتغلب على الصدمات النفسية التي تعرضوا لها.
ووجهت رشيدة، رسالة إلى الأشخاص المتطرفين بالقول إن “الإرهاب لن يخلف سوى الخسارة لهم ولضحاياه”، وتؤكد أن ” الإرهاب يسفر عنه فقط القتل والأيتام والحزن”، مطالبة الآباء والأمهات بتوعية أبنائهم لكي لا يكونوا عرضة للمتطرفين.
وبدورها، تقول ليلى الوالي وهي أرملة أحد ضحايا 16 ماي، إن الحادث الإرهابي لم يستطع تدمير أسرتها، ففي النهاية، تمكن أبناؤها من إتمام دراستهم، واستطاعوا أن يتخطوا الحادث الأليم.
وتقول “كأي زوجة كنت أخطط في أن أكمل حياتي رفقة زوجي، لكن يد الغدر تمكنت من وأد هذا الحلم “، مستطردة، “مع ذلك، لم يستطيعوا التغلب علينا، لا زالنا مستمرين في هذه الحياة رغم الألم”. وتشدد على أنها لم تنس الحادث، فهي تتذكره كأنه حدث البارحة، “أحاول النسيان لأجل أبنائي “.
المصدر: وكالات