خطبة صلاة العيد هي الخطبة التي يلقيها الإمام على المصلين بعد صلاة العيد سواء عيد الفطر أو الأضحى، وفي هذا المقال سوف نستعرض حكم هذه الخطبة، وهل هي خطبة واحدة أم اثنتين، وسنجيب على الكثير من الأسئلة الأخرى.
حكم خطبة صلاة العيد
خطبة صلاة العيد سنة وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وفيما يلي الدليل من حديث ابن عباس، وحديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما:
الدليل الأول: عن ابنِ عبَّاسٍ، قال: شهدتُ صلاةَ الفِطرِ مع نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبي بكرٍ، وعُمرَ، وعثمانَ، فكلُّهم يُصلِّيها قبلَ الخُطبةِ، ثم يَخطُب، قال: فنزَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنِّي أنظُر إليه حين يُجَلِّسُ الرجالَ بيده، ثم أَقبلَ يَشقُّهم، حتى جاءَ النِّساءَ، ومعه بلالٌ، فتلا هذه الآية من سورة الممتحنة ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً) حتى فرغَ منها، ثم قال حين فرَغ منها: أنتُنَّ على ذلِك؟ فقالتِ امرأةٌ واحدةٌ، لم يُجِبْه غيرُها منهنَّ: نعم، يا نبيَّ اللهِ، لا يُدرَى حينئذٍ من هي، قال: فتَصدَّقْنَ، فبَسطَ بلالٌ ثوبَه، ثم قال: هلمَّ! فِدًى لكنَّ أبي وأمِّي، فجعلْنَ يُلقِينَ الفتخَ، والخواتمَ في ثوبِ بلالٍ)
الدليل الثاني: عن جابر رضي الله عنهما، قال: (إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قامَ يومَ الفِطرِ، فصلَّى، فبدأ بالصَّلاةِ قبل الخُطبةِ، ثم خطَبَ النَّاسَ، فلمَّا فرَغَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نزَلَ، وأتى النِّساءَ، فذَكَّرهُنَّ ……)
ووجه الدلالة من هذين الدليلين أن تأخير الخطبة بعد الصلاة يدل على عدم وجوبها فلو أنها كانت واجبة لكانت في البداية، ولكنها جُعلت في وقت يتمكن فيه أي أحد من تركها، وهذا على خلاف خطبة الجمعة التي تكون قبل الصلاة.
هل خطبة العيدين خطبة واحدة أم خطبتين؟
ذهب جمهور أهل العلم من المذاهب الأربعة أن خطبة العيد تكون خطبتين كما هو الحال في خطبة الجمعة يفصل بينهما بالجلوس كما قال الشافعي رحمه الله: (عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قال: السنة أن يخطب الإمام في العيدين خطبتين يفصل بينهما بجلوس) أي استراحة قصيرة.
أركان خطبة العيد
يجب أن تشتمل هذه الخطبة على ثلاثة أمور أساسية:
** الصلاة على سيدنا محمد عليه السلام.
** قراءة آية من كتاب الله ويشترط أن يكون لهذه الآية معنى مستقل، أو تكون مشتملة على أحد الأحكام الموجودة في كتاب الله فلا يكفي أن يقول الإمام مثلاً (مدهامتان).
** توصية المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى والحرص على تطبيق أحكامه، والابتعاد عن كل ما نهى عنه
** الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، وأن يكون هذا الدعاء يتضمن أمور للآخرة كالغفران ودخول الجنة، ولا يقتصر على أمور الدنيا فقط.
المراجع
- https://dorar.net/feqhia/1748/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF
- https://islamqa.info/ar/answers/67942/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%88-%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9
- https://shamela.ws/book/9849/320#p1