منذ أن اندلعت أحداث السودان الأخيرة، وباتت محافظتها أول وجهة يحتمي بها السودانيون الفارين من بلادهم، بعد عبور معبر أرقين الحدودي، حرصت على أن تكون من الفاعلين في مواجهة الأزمة وطمأنة الأهالي قدر استطاعتها، لم تتوان في تقديم الدعم لهم، وحدت جهدها مع الراغبين في المساعدة، وشكلت فريقًا طبيا لتقديم الاستشارات اللازمة للمرضى منهم وكبار السن.
مبادرة مرحبتين
قبل نحو أسبوعين، وحين اشتدت الأزمة في السودان وزاد أعداد السودانيين القادمين إلى مصر عبر المعبر الحدودي أرقين، زاد شغف «حفصة امبركاب» ابنة محافظة أسوان، لمساعدتهم وحسن استضافتهم، فأعلنت عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك» عن حملة باسم «مرحبتين»، تسعى خلالها إلى جمع أكبر عدد من المتطوعين، لتوزيع وجبات جافة على القادمين إلى محطة أسوان.
شاي بلبن وقرقوش نوبي
زجاجات مياه وعصير وشاي بلبن وقرقوش نوبي، أطعمة جافة حملها المتطوعون في المبادرة التي دشنتها «حفصة»، وتوجهوا بها إلى محطة قطار أسوان، لاستقبال السودانيين القادمين من بلادهم عبر معبر أرقين البري وصولا إلى أسوان، وبحسب تعبير «سهام عثمان» إحدى متطوعي المبادرة، «أهل أسوان طلعوا يستقبلوا أهل السودان بالمشروبات الساخنة والمياه والقرقوش النوبي، عشان يحسنوا ضيافتهم ويخففوا عنهم تعب ومشقة السفر».
بابتسامة واسعة وعبارات ترحيب، استقبل المتطوعون بالمبادرة أهل السودان القادمين من المعبر البري إلى أسوان عبر القطار، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، وبحسب رواية «سهام» لـ«الوطن»، أنهم ساعدوا كثير من الأسر السودانية على الحصول على سكن للإقامة به بأسعار رمزية، إلى جانب إرشادهم إلى عناوين الأطباء ومواعيد القطارات، وكل ما يساعدهم على التعايش في المكان الجديد: «هما حاسين إنهم تايهين ومحتاجين اللي يرشدهم».
ويستعد شباب مبادرة «مرحبتين» إلى التوجه لموقف «كركر» للأتوبيسات، غدا السبت، لاستقبال الأسرالسودانية، لحظة الوصول من معبر أرقين البري الحدودي مع السودان، وبحسب وصف المتطوعة «سهام»: «هدفنا نخفف عنهم الأزمة ويحسوا إنهم في بلدهم التاني».