علاقات و مجتمع
خسوف القمر من الظواهر الفلكية الطبيعية، التي تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر، وطبقا للحسابات الفلكية لمعمل أبحاث الشمس، يشهد غدا الجمعة تجدد تلك الظاهرة، ما يثير تخوفات البعض، خاصة الأمهات على أطفالهن، اللائي يقررن منعهم من مغادرة المنزل، خوفا من تعرضهم لأي أضرار محتملة، خاصة بعدما تزامن الخسوف في الماضي البعيد، مع وفاة «إبراهيم» ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ما جعل البعض يربط بين الحدثين.
وفي ظل حالة القلق، نستعرض كل ما تريدين معرفته عن ظاهرة خسوف القمر، وحقيقة ارتباطها بموت ابن سيدنا محمد، بعدما ربطها الناس -آنذاك- بالظاهرة الفلكية، ما دفع دار الإفتاء المصرية، لتوضيح حقيقة الربط والمعلومات التي تخص الظاهرة الكونية، ودلالتها في القرآن الكريم، وكيفية التعامل معها.
هل خسوف القمر مرتبط بموت ابن سيدنا محمد؟
أوضح الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال مداخلة هاتفية على قناة الناس، كل المعلومات الخاصة بخسوف القمر، قائلًا: «حدث الخسوف في عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صادف هذا الحدث موت ابنه إبراهيم رضى الله عنه وأرضاه، وقال الناس إنما كُفست الشمس لموت إبراهيم، وقال صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: إِنْ مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ».
رسالة تحذيرية للبشر تحملها الظاهرة الفلكية، بحسب أمين الفتوى، إذ قال : «خسوف القمر وكسوف الشمس من آيات الله سبحانه وتعالى، أراد الحق بهما أن ينبه الناس إلى مشاهد يوم القيامة، لأنهم اعتادوا أن الشمس هي الشمس، والقمر هو القمر، فلم يتغيروا فهذا تنبيه من الله سبحانه وتعالى لعباده أن الأمر بيده وحده».
الحديث عن خسوف القمر، يشغل بال كثير من الناس وقت حدوثه، إذ يعلق فخر: «إذا أراد الله أن يغير ما اعتاد الناس عليه فله سبحانه وتعالى ذلك، وهو على كل شيء قدير، فالشمس والقمر آيتان من آيات الله، وهو الذي يتصرف في أمرهما».
طرق التعامل مع الخسوف والكسوف
عن طرق التعامل في مثل ظاهرة الكسوف والخسوف للشمس والقمر، قال الدكتور علي فخر: «علمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه إذا رأى الناس الخسوف أو الكسوف، إنما يلجأون جميعا إلى الصلاة من لحظة الخسوف إلى أن ينتهي، ويتضرعون إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وذكر الله وقراءة القرآن، حتى تنجلي هذه الظاهرة».