«المُنخل يلي عاوزة المُنخل.. مُنخل يلي بلا مُنخل.. إيه وقفك على الأندال.. ده ببلاش يا مُنخل ويا غربال»، بتلك الكلمات وعلى دراجته الهوائية المتهالكة التي يقودها أحيانًا، ويجاورها سيرًا أحيانًا أخرى، ينادي «عبدالعظيم محمد أبو شعبان» على بضاعته المناخل والغرابيل في شوارع بني سويف، بصوت جهوري، يتجمع حوله السيدات في القرى لشراء بضاعته التي قاربت على الاندثار، ويعمل بها عدد محدود.
70 سنة في صناعة وبيع الغرابيل والمناخل
تخطى عُمر «عبدالعظيم» الـ 80 عامًا، قضى أغلبها في صناعة الغرابيل والمناخل وبيعها في كافة القرى، «اتعلمت المهنة وأنا عمري 10 سنوات من شقيقي الأكبر الذي ورثها من والدنا، لأن شغلانتنا لا يستطيع أحد أن يقوم بها أي شخص، فهي تحتاج إلى طريقة معينة في ضبط الغربال سواء بإطاره الخشبي الخارجي أو شدة سلكه، ومفيش بيت في مصر يستغنى عن الغربال والمُنخل».
أنواع المناخل وتطور صناعتها
وقال «عبد العظيم» الذي يُعد من أقدم المناخلية في بني سويف: «عمر كامل في الشغلانة دي، في منها أنواع، وكل منخل وله حاجته، يعني في واحد خاص للدقيق وآخر للأرز وثالث للعدس والقمح وغيرها من الحبوب المختلفة، ويتم استخدامه في نظافة الحبوب وتنقيتها من الطين والزلط الصغير».
كما يوجد مناخل للرمل يستخدمه عمال البناء ويُطلق عليه المهز، ويتم من خلاله استخلاص الرمل الرفيع الخاص بأعمال المحارة وغيرها، وتنقيتها من الزلط الصغير والكبير».
الغربال الجديد له شدة
«الغربال له أهمية كبرى في كل منزل، بدليل الأمثال الكثيرة التي تناولته، ومنها في مثل بيقول الغربال الجديد له شدة، فعلًا الغربال الجديد له شدة، والمقصود منه أن الغربال المصنوع جديد بيبقى سلكه مشدود، ومع الوقت بيضعف السلك».