أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أن الإمارات ستواصل، بالتعاون مع شركائها، تعزيز إسهاماتها العلمية في مجال الفضاء. وقال سموه في تدوينة نشرها أمس على «تويتر»: «أسبوع تاريخي لقطاع الفضاء الإماراتي، قدم خلاله (مسبار الأمل) أوضح صورة لقمر المريخ (ديموس)، وشهد وصول العرب إلى أقرب نقطة من سطح القمر مع المستكشف راشد، وخاض سلطان النيادي أول مهمة عربية للسير في الفضاء.. ستواصل الإمارات بالتعاون مع شركائها تعزيز إسهاماتها العلمية في مجال الفضاء».
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن شعوره بالفخر إزاء ما حققه رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، باعتباره أول إماراتي وأول عربي وأول مسلم يسير خارج محطة الفضاء الدولية، مؤكداً أن العرب قادرون، إذا قرروا التركيز على العلم والاستثمار في الشباب، والابتعاد عن الخلافات.
وقال سموه في تدوينة نشرها أمس على «تويتر»: «بعد ثلاث سنوات من التدريب المكثف.. رأينا اليوم سلطان النيادي في أول مهمة للسير في الفضاء الخارجي.. وتنفيذ مهمات لتركيب أجزاء جديدة وإجراء صيانة في محطة الفضاء الدولية.. أول إماراتي.. أول عربي.. أول مسلم.. يسير في الفضاء الخارجي.. فخورون بذلك».
وأضاف سموه: «يقولون بأن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماء عربية. العرب قادرون.. العرب قادمون.. العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم.. والاستثمار في الشباب.. والابتعاد عن الخلافات».
كما أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أهمية الإنجاز الإماراتي التاريخي، منوهاً بابن الإمارات سلطان النيادي، الذي خاض بنجاح أول مهمة عربية للسير في الفضاء.
وقال سموه في تدوينة نشرها أمس على «تويتر»: «محطة تاريخية جديدة نصل إليها في مشروعنا لاستكشاف الفضاء، اليوم وبطموح زايد، ابن الإمارات سلطان النيادي يخوض بنجاح أول مهمة عربية للسير في الفضاء متوجاً جهوداً وتدريبات استمرت لسنوات».
وأضاف سموه: «نبارك لقيادتنا الرشيدة وشعبنا وكل أبناء الوطن العربي هذا الإنجاز.. السلامة والتوفيق لسلطان والفخر لنا وللعرب».
وقال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، سالم المري، إن سلطان النيادي هو أول رائد فضاء عربي ينفذ مهمة «السير خارج محطة الفضاء الدولية».
ويخرج رواد الفضاء من مركباتهم لأسباب عدة، تتضمن إصلاح الأقمار الاصطناعية أو المركبات الموجودة في الفضاء.
كما يمكنهم إجراء تجارب علمية على السير في الفضاء وعلى السطح الخارجي للمركبة، ما يتيح للعلماء معرفة كيف يؤثر الوجود في الفضاء على مختلف الأشياء.
ويعني السير في الفضاء أي نشاط يقوم به الإنسان خارج المركبة الفضائية في مختلف الرحلات، بما في ذلك الخروج من محطة الفضاء الدولية. ويطلق على هذه العملية «السير في الفضاء»، حسبما عرفتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
ويحتاج رواد الفضاء لتدريب مسبق قبل السير خارج مركباتهم، بما في ذلك التدريب الجسدي والسباحة، حيث يكون البقاء في الفضاء الخارجي مشابهاً للطفو على الماء.
وقال المري إن التجهيز لهذه المهمة استغرق أكثر من خمس سنوات، فيما استغرقت تدريبات سلطان ثلاث سنوات، شارحاً أن «التدريبات التي خضع لها النيادي استعداداً لمهمة السير في الفضاء شملت طريقة ارتداء بدلة رواد الفضاء، وطريقة أداء التجارب».
ويتدرب رواد الفضاء في حوض سباحة كبير يقع بالقرب من مركز جونسون للفضاء التابع لناسا في هيوستن بولاية تكساس.
ويطلق على المسبح «مختبر الطفو المحايد»، ويعني «الطفو المحايد» أن الشخص لا يوجد في الجزء العلوي أو السفلي من المسبح، ما يجعله يبدو كأنه موجود في الفضاء الخارجي.
ويحتوي المسبح على 6.2 ملايين غالون من المياه، إذ يتدرب رواد الفضاء سبع ساعات في المسبح مقابل كل ساعة يقضونها في السير في الفضاء، بحسب «ناسا».
كما يتدربون على السير الخارجي من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي عبر «لعبة فيديو» يرتدي فيها المتدرب خوذة بداخلها شاشة فيديو.
وذكر المري أن الوقت المقرر للمهمة هو ست ساعات ونصف الساعة، أما الهدف منها فهو إجراء عمليات صيانة لمحطة الفضاء الدولية.
ويغادر الرواد المركبة الفضائية من خلال باب خاص يسمى غرفة معادلة الضغط، ولها بابان، فعندما يكون رواد الفضاء داخل المركبة الفضائية تظل الغرفة محكمة الإغلاق لمنع الهواء من الخروج.
وعندما يستعد رواد الفضاء للسير في الفضاء يمرون من الباب الأول ويغلقونه بإحكام خلفهم، ويمكنهم بعد ذلك فتح الباب الثاني دون خروج أي هواء من المركبة الفضائية، وبعد السير في الفضاء يعود الرواد إلى الداخل من خلال غرفة معادلة الضغط نفسها.
وأوضح أن النيادي وزميله رائد الفضاء ستيفن بوين سيركزان على أمرين: أولهما التمهيد لتركيب ألواح شمسية، وسيأتي رواد فضاء آخرون خلال شهري يونيو ويوليو لتركيبها. والأمر الثاني فك جهاز موجود خارج المحطة، ونقله إلى داخلها تمهيداً لإنزاله إلى الأرض لإجراء أعمال الصيانة له، ومن ثم إعادته إلى المحطة وتركيبه مرة أخرى.
وحول الاستعدادات التي نفذت لرائد الفضاء سلطان النيادي في «ناسا»، قال المري، إن «هناك أربعة رواد فضاء إماراتيين خاضوا تدريبات ضمن هذه الاستعدادات، هم: سلطان النيادي، وهزاع المنصوري، ومحمد الملا، ونورة المطروشي، مضيفاً أن محمد ونورة مازالا في المرحلة الأولى من التدريبات حالياً».
وأضاف المري أن «التدريبات تكون في أكبر حوض سباحة في العالم يشمل مجسماً لمحطة الفضاء الدولية، ويرتدي رواد الفضاء البدلة ثم يدخلون الحوض مع نحو 10 غواصين للتدريب على المهمات التي سينفذونها في محطة الفضاء الدولية»، لافتاً إلى أن «عدد ساعات التدريب في كل مرة يراوح بين ست وثماني ساعات، وقد خاضها سلطان النيادي أكثر من 14 مرة».
وعن مدة الشهرين التي قضاها سلطان (ما يعادل ثلث مدة مهمته) على متن محطة الفضاء الدولية، قال المري إن «ما نفذه النيادي خلال هذه المدة فاق التوقعات، فقد أنجز قائمة من المهام والتجارب، تضمنت تجارب من جامعات إماراتية وأخرى من (ناسا) ووكالات الفضاء المختلفة، إضافة إلى مشاركته في تجهيز وصيانة محطة الفضاء الدولية».
ونفذ سلطان النيادي، أمس، مهمة تاريخية للسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، في إنجاز جديد سيجعل دولة الإمارات العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، أهمية كبيرة، حيث أدى رائد الفضاء سلطان النيادي، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية.
واستمرت فترة وجودهما خارج المحطة 6.5 ساعات تقريباً، نفذا خلالها صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها، وكان الهدف الأساسي لهذه المهمة هو تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيداً لإعادتها إلى الأرض.
كما أكمل النيادي والفريق سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، حيث سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، وستسهل هذه التحضيرات على رواد الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة، وتقوم الألواح الشمسية بدور محوري في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.
وعندما يسير الرواد في الفضاء يرتدون بدلات الفضاء للحفاظ على سلامتهم، حيث يوجد فيها الأكسجين الذي يحتاجه الإنسان للتنفس والبقاء على قيد الحياة، كما يكون لديهم الماء الذي يحتاجونه للشرب.
ويرتدي رواد الفضاء البدلة الفضائية الخاصة قبل ساعات من السير في الفضاء، ويتنفسون الأكسجين النقي فقط، الذي يمكنهم من إخراج النيتروجين الموجود في أجسامهم حتى لا يشعروا بآلام في الكتفين والمرفقين والمعصمين والركبتين.
وأطلقت محطة الفضاء الدولية، وهي شراكة دولية لخمس وكالات فضاء من 15 دولة في عام 1998، وتحولت إلى مجمع يبلغ طوله تقريباً حجم ملعب كرة قدم، مع ثمانية أميال من الأسلاك الكهربائية وفدان من الألواح الشمسية وثلاثة مختبرات عالية التقنية.
وتتكون المحطة من 16 وحدة صالحة للسكن، قدمت روسيا ست وحدات منها، والولايات المتحدة ثماني وحدات، وقدمت اليابان ووكالة الفضاء الأوروبية بقية الوحدات.
حمدان بن محمد:
• «محطة تاريخية جديدة نصل إليها في مشروعنا لاستكشاف الفضاء».
• «ابن الإمارات سلطان النيادي يخوض بنجاح أول مهمة عربية للسير في الفضاء».