أسامة دياب
رفع السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله، ولعموم الشعب الكويت بمناسبة شهر رمضان الكريم وقرب حلول عيد الفطر المبارك، متمنيا للكويت المزيد من التقدم والازدهار.
وأكد أغيلار ـ في تصريحات صحافية على هامش الغبقة الرمضانية التي أقامها في مقر إقامته على شرف عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية ـ قوة ومتانة العلاقات الإسبانية ـ الكويتية والتي وصفها بالممتازة والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى العلاقات الصداقة المتينة التي تجمع بيت الحكم في البلدين الصديقين.
وأشار إلى المشاورات السياسية المثمرة التي عقدت في مدريد في يونيو 2022 على مستوى نائب وزير الخارجية، حيث تمت مناقشة سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية والعديد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، موضحا وجود مساحة كبيرة من التفاهم والتعاون بين كلا البلدين.
وقال إن الخطوط الجوية الكويتية أطلقت رسميا في سبتمبر الماضي أول رحلة مباشرة لها بين العاصمتين الكويت ومدريد منذ ما يقرب من 40 عاما، لافتا إلى أن الخط المباشر بين البلدين سيسهم في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية، موضحا أن انعقاد أول لجنة اقتصادية وتجارية ثنائية مشتركة بين البلدين في مدريد في 14 و15 نوفمبر 2022، كان خطوة مميزة في مسيرة العلاقات الثنائية.
وذكر أن نحو 600 إسباني يعيشون في الكويت الآن، معربا عن فخره واعتزازه بهم، موضحا أن الجالية الاسبانية جالية نوعية مميزة ولها تواجد في كل القطاعات تقريبا من التعليم، والأعمال التجارية، والرياضة، والهندسة ويساهمون في توطيد العلاقة بين إسبانيا والكويت.
وشدد على عمق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكويت، موضحا أن إسبانيا، باعتبارها واحدة من أكبر دول الاتحاد الأوروبي ملتزمة تماما بدعم وتعزيز هذه العلاقات، كاشفا عن أن بلاده ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي اعتبارا من يوليو القادم ولمدة 6 اشهر، مشيرا إلى أن بلاده خلال تلك الفترة ستحاول إعطاء دفعة للعلاقات الأوروبية – الخليجية بصفة عامة والكويتية بصفة خاصة.
ولفت إلى إنشاء مجلس الأعمال الإسباني العام الماضي ساهم في دعم العلاقات الاقتصادية وإضفاء عليه المزيد من الحيوية، مضيفا نحن نتمتع بالفعل بشراكة استراتيجية، ولابد أن تنمو بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة، إذا اتخذنا جميعا القرارات الصحيحة واتخذنا الخطوات المناسبة.
وأضاف: اعتقد أنه يمكننا القيام بعمل أفضل لتحسين روابطنا الثقافية في كلا الاتجاهين، مشيرا إلى أن الثقافة الإسبانية معروفة في جميع أنحاء العالم ولشعب الكويت بسبب علاقتهم الخاصة مع إسبانيا، وخير مثال على ذلك الفلامنكو الذي يحظى بشعبية كبيرة في الكويت، فضلا عن فن الطهي الإسباني، وما تتمتع به الرياضات الإسبانية مثل كرة القدم أو التنس، كما أن لكل من ريال مدريد وبرشلونة أكاديميات رياضية في الكويت وحتى رافايل نادال افتتح أكاديمية رائعة هنا.
وتابع: من هذا المنطلق، نعمل بجد لجلب فنانين إسبان إلى الكويت. ونتيجة لهذه المساعي، سيحيي ثنائي إسباني يعزف على الجيتار والكمان حفلا موسيقيا هنا في الكويت يوم 14 مايو، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يحظى بتقدير كبير.
وتابع: يعد التبادل الأكاديمي والتدريب أمرا حيويا، حيث يذهب العشرات من الكويتيين كل عام إلى إسبانيا، معظمهم، للدراسات العليا في بعض كليات إدارة الأعمال الممتازة لدينا، كما أود أن أسلط الضوء على مساهمة مؤسسة البابطين في تعزيز التبادل الثقافي، بالتعاون مع العديد من الجامعات الإسبانية في دراسة وبحث اللغة العربية وآدابها.
وأضاف: يتعلم الكثير من الشباب اللغة الإسبانية في الكويت، وفي كل عام تعقد الامتحانات الرسمية للغة الإسبانية كلغة أجنبية. نريد أن نشجع المزيد والمزيد من الناس على البدء في تعلم اللغة الإسبانية، مما لا شك فيه أن ذلك سيكون استثمارا مهما للغاية في العلاقات بين بلدينا.
وعن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، قال إن هذه العلاقات ازدادت كثافة مع الزيادة المستمرة في الصادرات الإسبانية (من 149 مليون يورو في عام 2009 إلى 394 مليون يورو في عام 2022)، كما زادت الواردات الإسبانية من الكويت بنسبة 145% حتى 133 مليون يورو في عام 2022، خاصة المنتجات النفطية.
وتابع ان هناك عددا متزايدا من الشركات الإسبانية (14) بمشاريع منحت بقيمة 4.300 ملايين يورو في مختلف مجالات النشاط (البنية التحتية والهندسة، النفط والغاز، الصحة، الأمن..)، وتدفق أكبر للمستثمرين الكويتيين في إسبانيا في السنوات الأخيرة.
وفيما يتعلق بالسياحة، قال ان إسبانيا زارها في السنوات القليلة الماضية ما يقرب من 90 مليون شخص (باستثناء فترة الوباء)، مما يجعل بلدنا ثاني أكثر دول العالم زيارة. إسبانيا هي أيضا وجهة تقليدية خلال العطلات للعديد من العائلات الكويتية، مشيرا الى ان عشرات آلاف من الكويتيين يزورون إسبانيا كل عام، كما أنهم يمتلكون عقاراتهم الخاصة، خاصة في جنوب البلاد.
وعن التأشيرات، قال: يصدر القسم القنصلي بالسفارة بين 25.000 و30.000 تأشيرة سنويا، معظمها خلال موسم الصيف.