رفعت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أعداد النازحين السودانيين المتدفقين على شمال إفريقيا، خاصة ليبيا التي صارت منطقة حدودية من أجل الوصول إلى الأراضي الأوروبية بعد اجتياز الحدود الجزائرية والمغربية.
وأشارت المعطيات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن الأحداث العنيفة التي تشهدها “بلاد النيلين” دفعت أفواجاً جديدة إلى الفرار من بؤر التوتر بالمنطقة، من خلال الاستعانة بشبكات الاتجار بالبشر من أجل الوصول إلى تشاد وليبيا.
وبمجرد الوصول إلى ليبيا، يواصل النازحون السودانيون المسير صوب الجزائر التي يعبرون من خلالها الحدود المغربية، حيث يستقرون غالباً بوجدة أو الناظور بشكل مؤقت في أفق الفرار صوب ثغر مليلية المحتل.
وكثفت السلطات الأمنية وحدات المراقبة بالمنطقة الحدودية الشرقية المحاذية للجزائر منذ “مأساة مليلية” العام الفارط، بعد اختراق مئات المهاجرين السودانيين غير النظاميين السياج الحدودي بين الناظور ومليلية.
وأوضحت مصادر حقوقية سودانية للجريدة أن شبكات الاتجار بالبشر استغلت الانفلات الأمني بالخرطوم لمضاعفة أنشطتها غير القانونية خلال الساعات الماضية، على اعتبار أن مئات الشباب السودانيين يرغبون في مغادرة البلاد التي تعيش على وقع التوتر العسكري.
وينحدر أغلب المهاجرين السودانيين الذين يفرّون إلى المغرب من إقليم دارفور، ويتجهون بالأساس إلى ليبيا التي تعد معبرا أساسيا للوصول إلى إيطاليا، لكن تعدد الشبكات الإجرامية بالسواحل الليبية أجبرتهم على الهروب صوب الجزائر والمغرب.
وينطلق المسار الأول للمهاجرين السودانيين من مدينة غدامس الليبية في اتجاه مدينة دبداب الجزائرية، وبعدها نحو ورقلة، ثم إلى الجزائر العاصمة، فوهران التي يمكن خلالها ركوب سيارة الأجرة صوب مغنية، ليتم بلوغ “جبل زوي” المؤدي إلى المغرب.
أما المسار الثاني فينطلق من مدينة دبداب الحدودية، ويمر بورقلة، ويعبر تمنراست، فالعاصمة الجزائرية، ثم وهران حيث توجد شبكة إجرامية تتكفل بنقل أفواج المهاجرين غير النظاميين نحو المنطقة الحدودية بين الجزائر والمغرب مقابل مبالغ مالية متفاوتة.
ويتمركز أغلب المهاجرين غير النظاميين بغابات جبل “كوروكو” بالناظور، في انتظار تنفيذ محاولات العبور لثغر مليلية، لكن السلطات المغربية “حاصرت” تلك المخابئ بعد أحداث مليلية العنيفة، وفكّكت مخيمات المهاجرين غير القانونيين.
المصدر: وكالات