علاقات و مجتمع
جاء مسلسل «تحت الوصاية» ليسلط الضوء على قضية وصاية الأرملة على الأبناء بعد وفاة الأب، حيث تحاول «حنان»، وتؤدى دورها منى زكى، تولى شئون أبنائها بعدما توفى زوجها، وأصبح أولادها تحت وصاية عمهم وجدهم، وليس لها الحق فى تولى شئونهم الشخصية، مثل نقل طفلها من مدرسة إلى أخرى، كما عانت من سرقة الأوصياء ميراث زوجها، ومطالبة الجد لها بأن تقتصد فى المال الذى تنفقه، والكثير من التحكمات الأخرى غير المبرّرة، ويُعد هذا العمل الدرامى هو الأول الذى يعرض تلك القضية، إذ عالجت الدراما المصرية الكثير من ملفات المرأة، وقضاياها المتنوعة لتأتى هذا العام وتفتح الباب أمام ما تعانيه الأرملة بعد وفاة الزوج، فهل سيكون العمل بداية حملة حقيقية لتعديل القانون، خصوصاً أن طبيعة التفاعل مع قصته تعدّت مجرد التعاطف إلى دعوات لإجراء تعديلات جذرية تسقط بعض الأعباء عن كاهل المرأة فى رحلتها للتقاضى ضد أهل الزوج فى قضية الوصاية؟
وفى هذا السياق، قال أحمد سعد الدين، الناقد الفنى، إن مسلسل «تحت الوصاية» يحمل بين طياته رسالة قوية، لأنه لم يعرض فقط تحكمات عائلة الزوج بعد وفاته فى الزوجة، بل كشف أيضاً عن معاناة الأرملة فى صعوبة التعرّف على حقوقها وطريقة الحصول عليها، وهو ما يطمع فيها القريب قبل الغريب، موضحاً أن فكرة المسلسل تحمل الكثير من المعانى، فهو يعد بمثابة صرخة من أجل إعادة النظر فى القوانين والإجراءات المتعلقة بـ«الوصاية».
منى زكى تقمّصت الدور بشكل محترف والسيناريو مكتوب بشكل جيد ومتماسك.. والدور الأساسى للفن أن يعرض الظواهر الموجودة فى المجتمع
وأضاف «سعدالدين»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الفنانة منى زكى تقمّصت الدور بشكل محترف، وكان تعبيرها وأداؤها عفوياً وغير متكلف، كما أن السيناريو كان مكتوباً بشكل جيّد ومتماسك، ويناقش قضايا المرأة، خاصة «الأرملة»، بطريقة بسيطة وقريبة من الجمهور، ويجسّد مشاعر الأمهات اللاتى عانين من ظلم أهل الزوج، والتعدى على حقوقهن دون مبرر واضح، مشيراً إلى أن مسلسل «تحت الوصاية»، يعتبر عملاً متكاملاً من حيث التصوير، والكتابة، والإخراج والتمثيل، فضلاً عن توقيت عرضه المميز فى النصف الثانى من رمضان.
وأكد الناقد الفنى أن الدور الأساسى للفن هو أن يعرض الظواهر الموجودة بالمجتمع، وتسليط الضوء على المشكلات، فى محاولة منه لإيجاد الحلول المناسبة، أو تغيير الواقع إلى الأفضل، وهو ما حدث فى الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية سابقاً، مثل فيلم «أريد حلاً» لفاتن حمامة ورشدى أباظة وإخراج سعيد مرزوق، الذى تسبّب بمكاسب ملحوظة للنساء فى ما يتعلق بإعادة النظر بالتقاضى لطلب الطلاق وبيت الطاعة، وفى ما بعد قانون الخلع، وكذلك فيلم «آسفة أرفض الطلاق»، لميرفت أمين وحسين فهمى، عام 1980 وإخراج إنعام محمد على، وتأليف حسن محب ونادية رشاد، إذ تفاجأ الزوجة برغبة زوجها فى تطليقها دون سبب واضح، وعلى غير رغبتها، وهنا تحرّك كثير من منظمات المجتمع المدنى التى حاولت المطالبة بإلغاء طلب الطاعة، وأيضاً بأن يتساوى الزوج والزوجة فى ما يتعلق بطلب الطلاق أمام القانون.
وأوضح «سعدالدين» أن مسلسل «تحت الوصاية» يمكن أن يتسبّب نجاحه الكبير، فى بداية عهد جديد من عودة حقوق «الأرملة»، مضيفاً أنه فى حالة مناداة الجمهور والرأى العام بتغيير الوضع الحالى، ولفت نظر المسئولين نحو القوانين غير العادلة التى تجعل المرأة فى حالة من الخوف على حقها وحقوق أبنائها، يمكن أن يحدث الكثير فى هذه القضية.