فترة حافلة بالأعياد يعيشها المصريون حاليًا مسلمون ومسيحيون، منها الاحتفال بشهر رمضان الكريم وأحد الشعانين الذي يليه أسبوع الآلام ومن ثم عيد القيامة، وتضمن الأسبوع الجاري حدثين كبيرين اجتمع فيهما آلاف المصريين معًا بحب وأمان، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
تنظيم أكبر مائدة بالمطرية
أول هذين الحدثين هو تنظيم مائدة إفطار في عزبة حمادة بحي المطرية محافظة القاهرة، يوم الخميس الماضي الموافق 6 أبريل، والتي تعتبر أكبر مائدة إفطار على مستوى مصر بالكامل، ضمت آلاف الصائمين من جنسيات وأجناس وأعمار مختلفة، أتوا جميعًا لتناول الطعام في جو من الألفة والحب بعد سماع صوت المدفع.
وبلغ عدد ضيوف مائدة إفطار المطرية يوم الخميس الماضي نحو 7 آلاف صائم، إلى جانب حضور مميز لعدد كبير من ضيوف مصر من جنسيات مختلفة، كان أبرزهم سفير كوريا الجنوبية هونغ جين ووك، الذي أعرب في حديثه لـ«الوطن» عن إعجابه الشديد بالأجواء الرمضانية في مصر، لا سيما حي المطرية بمحافظة القاهرة.
أكثر من 7 آلاف على المائدة
وقال سيد شلش، أحد المنظمين للمائدة: «ضيوف المائدة أكتر من 7 آلاف، والحمد لله التمويل كله ذاتي وبنرفض التبرعات الخارجية»، كما شهدت عزبة حمادة في هذه الليلة أجواء مميزة تمثلت في تعليق الزينة وتدوين عبارات التهنئة على جدرانها بالكامل، إلى جانب تشغيل عدد من الأغاني الرمضانية التي راح الصائمون يتراقصون معها بحب وفرحة شديدة.
أحد الشعانين بالمقطم
كما شهدت كنيسة القديس سمعان الخراز بمنطقة المقطم، صباح الأحد 9 أبريل، حضور آلاف المسيحيين المجتمعين معًا بفرحة شديدة للاحتفال بأحد الشعانين أو أحد السعف، وهو ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم خلال فترة حياته على الأرض.
وحرص المسيحيون في تجمعهم على اصطحاب بعض الأشكال المميزة المصنوعة من الخوص وسعف النخيل، أبرزها الصليب، وهي عادة أصيلة يحتفظ بها المسيحيون في احتفالهم بـ أحد الشعانين؛ لكون أهل مدينة أورشليم قديمًا استقبلوا السيد المسيح بالأغصان أثناء دخوله إلى مدينتهم: «أهالي المدينة المقدسة استقبلوا المسيح حاملين السعف وجريد النخل الأخضر في أيديهم لعدة أسباب، أهمها أن النخل يعيش سنوات طويلة ويرمز للخلود، كما يعطى لونه الأخضر إيحاءً بالسلام، وتستخدمه الكنائس وعموم الأقباط في هذا اليوم لإحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس»، بحسب القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالعجوزة.