كشف تقرير حديث أصدرته “المجلة الدبلوماسية الإسبانية المحكمة” أن المغرب من بين الدول الأكثر تأثيرا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط على مستوى التنشيط الدبلوماسي في علاقتها بإسبانيا، لا سيما بعد تداعيات الأزمة الأخيرة التي وصلت حد سحب السفيرين للتشاور.
وأورد التقرير نفسه الصادر بداية هذا الشهر أن المغرب من بين الدول الأربع الأكثر نشاطا على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب السعودية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وأضاف التقرير أن المغرب يتوفر على 12 قنصلية في إسبانيا لخدمة عدد كبير من المغاربة المقيمين في البلد الإيبيري.
كما تتوفر سفارة المملكة بإسبانيا على موقع إلكتروني بلغة هذا البلد الأوروبي، يتضمن أقساما عن السفارة والسفير ومعلومات عن المغرب والعلاقات الثنائية مع إسبانيا وأحداث في المغرب وإسبانيا والاستثمار في المغرب والسفر إلى المغرب والقنصليات وأنشطة وخطب العاهل المغربي، ويتضمن أيضا أقسامًا تقدم تقريرًا عن آراء الدولة بشأن القضايا ذات الصلة؛ وهي بعنوان “الدستور” و”الصحراء المغربية” والجهوية” و”حقوق الإنسان” و”حالة المرأة” و”التنمية البشرية”.
الدبلوماسية الإعلامية
يعتبر الوضع في الصحراء المغربية قضية مهمة للرباط وعلاقاتها الثنائية مع مدريد، في نونبر 2020، بعثت السفيرة المغربية لدى إسبانيا برسالة قوية في أعقاب أعمال التخريب والعنف ضد القنصلية المغربية في فالنسيا.
وأدانت الدبلوماسية المغربية بأشد العبارات الأعمال التي حرضت عليها جبهة “البوليساريو” والمخربون الذين أزالوا العلم المغربي من القنصلية وعلقوا علمًا آخر.
وأصرت السفيرة على أن المحرضين على هذه الأعمال، التي حدثت بعد أن دعا ممثلو “البوليساريو” أنصارهم إلى التظاهر أمام جميع التمثيلات المغربية في أوروبا، هم خارجون عن القانون مرتبطون بالمافيا.
في 31 ماي 2021، نشر موقع السفارة بيانًا ردًا على تصريحات رئيس الحكومة الإسباني. يذكر أن تعليق سانشيز برفض الإعلان المغربي بربطه بالهجرة هو مفاجأة لأنه لم يشر أي إعلان مغربي على الإطلاق إلى قضية الهجرة.
وترتبط الأزمة الثنائية بقضية الهجرة. إن نشأة الأزمة وأسبابها الحقيقية معروفة، ولا سيما في الرأي العام الإسباني. لا ينبغي استخدام قضية الهجرة كذريعة لتحويل الانتباه عن الأسباب الحقيقية للأزمة الثنائية. لاحقًا، تشير مذكرة أخرى إلى أن القرار الذي تبناه البرلمان الأوروبي في 10 يونيو 2021 لا يغير الطبيعة السياسية للأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
وانتقد البرلمان الأوروبي في القرار استخدام السلطات المغربية للقاصرين في أزمة الهجرة في سبتة المحتلة، مشيرًا إلى أنه “مهما كانت الأهداف التي قد تكون وراء الوضع الذي نشأ في سبتة” فإن الحادثة لا تتماشى مع الوضع المغربي الإسباني. – التعاون والثقة في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالهجرة.
وفي هذا الصدد، انتقد البيان المغربي في مذكرته “استغلال البرلمان الأوروبي”، ويسلط الضوء على عمل المغرب في مجال التعاون في مجال الهجرة. في 29 أكتوبر 2021، عقد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، مؤتمرا صحافيا بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2602 بشأن الصحراء المغربية.
ويؤكد أن المغرب مسرور بذلك، ويشكر الولايات المتحدة وفرنسا على دعمهما لمبادرة الحكم الذاتي كإطار لحل الخلاف، ويذكر بتأكيد مجلس الأمن أن الموائد المستديرة هي الآلية الوحيدة لإدارة المفاوضات. كما يدعو الجزائر إلى المشاركة بشكل مسؤول وبناء.
في 18 مارس 2022، نشرت السفارة بيانا قالت فيه إن المغرب يقدر تقديرا عاليا مواقف إسبانيا الإيجابية والتزاماتها البناءة تجاه قضية الصحراء المغربية الواردة في رسالة من الرئيس الإسباني إلى الملك المغربي.
كما يركز المغرب على الدبلوماسية الثقافية، حيث يحتوي موقع السفارة على قسم خاص بالطلبة المغاربة في إسبانيا. يتناول إدارة وتجديد المنح الدراسية والعودة إلى إسبانيا أثناء الوباء. كما تنشر معلومات حول حدث تعليمي وترفيهي لأطفال الجالية المغربية في إسبانيا خلال صيف 2022، نظمته مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
وفي السياق نفسه، التقت السفيرة مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإسباني لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. بعد شهر، التقت برئيس بلدية مدريد لتعزيز التعاون اللامركزي. ناقش بنييش التقدم الذي أحرزه المغرب خلال العقدين الماضيين، مسلطا الضوء على مراحل مختلفة من الجهوية المتقدمة وتعزيز دور الجماعات الترابية.
المصدر: وكالات