رغم أن محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يتوقع لها أن تستمر وقتاً طويلاً، إلا أنها -وبحسب مراقبين سياسيين- يمكن أن تحقق له مكاسب سياسية عدة، لعل أبرزها أنها أعادته بقوة إلى واجهة الأحداث الأمريكية، وأظهرت استطلاعات الرأي تصدره قائمة المرشحين الجمهوريين إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه حاكم فلوريدا، بل وأجبر خصومه الجمهوريين على الدفاع عنه، وفي مقدمتهم السيناتور الجمهوري ميت رومني الذي صوت مرتين لعزل ترمب، إذ شكك في المحاكمة، مؤكداً أنها «تشكل سابقة خطيرة لتجريم المعارضين السياسيين وتضر بثقة الجمهور في النظام القضائي الأمريكي».
ومن هنا، فإن إمكانية عودة ترمب مجدداً إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة، باتت سيناريو مطروحاً وبقوة حتى في حالة إدانته أمام المحكمة، التي يصفها بأنها مسيسة وغير قانونية.
ولم يقتصر أمر المكاسب عند هذا الحد، بل وصل إلى المستوى الشعبي، بحسب أحدث استطلاعات الرأي، أضف إلى ذلك، تدفق التبرعات المالية على حملته الانتخابية، التي نجحت في جمع أكثر من 10 ملايين دولار، بحسب ما أعلنت وكالة بلومبيرغ.
وهكذا، فإن المحاكمة والاتهامات التي طالت الرئيس السابق منحته تعاطفاً كبيراً، خصوصاً في أوساط قاعدته الشعبية التي تسببت أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، وطريقة التعامل مع جائحة كورونا في خسارته الجزء الأكبر منها.