بعد 1339 يوماً، أمسك خلالها بمقاليد القرار في أروقة الأخضر الكبير، بدا الجنوبي الفرنسي هيرفي رينارد، صادقاً وشفافاً مع الجميع في مسألة انطفاء شغفه مع المنتخب السعودي، وانجذابه إلى تجربة شديدة الخطورة والوعورة مع اتحاد بلاده المليء بالمشكلات والمكائد بعد الإطاحة برئيسه السابق عقب تصريحات مسيئة تجاه أسطورة كرة القدم زين الدين زيدان.
بعد مغادرة الأخضر، سيتولى رينارد مقاليد منتخب فرنسا للسيدات، في تحدٍ غير مسبوق لهذا المدرب الذي سيتحمل العبء الثقيل لقيادة المنتخب الفرنسي قبل 4 أشهر من مونديال أستراليا ونيوزيلندا للسيدات هذا الصيف ثم إلى أولمبياد 2024 في باريس.
ويستعد رينارد لخلافة كورين ديكون، التي أطاح بها «كيد النساء» بعد تمرد من قبل العديد من اللاعبات، تاركة له المهمة الثقيلة لإعادة ضبط غرفة الملابس للمنتخب الأول لسيدات فرنسا، ومن المنتظر إعلان قرار تعيين رينارد يوم غد (الجمعة) 31 مارس من خلال اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لكرة السيدات بفرنسا.
ورغم افتقاره للخبرة في الكرة النسائية، والتعامل مع حسنوات الكرة، ومكائدهن، ومشكلاتهن التي لا تنتهي في غرف الملابس، فضلاً عن تمردهن على عديد من المدربات حدّ الإطاحة بهن، فإن رينارد يبدو الخيار الأمثل لاتحاد الكرة الفرنسي، لما يملكه من شخصية قوية وكاريزما لوضع حدٍّ لحالة الانهيار التي عاشها المنتخب الفرنسي للسيدات في الأشهر الماضية.
ويسعى مسؤولو منتخب فرنسا للسيدات من خلال تعيين رينارد إلى تغيير سلوكيات وعادات بدت طافية على السطح، تسمع بها فرنسا من قاع المدن إلى أقصى أريافها، بجانب التفكير خارج الصندوق كما يقول جان ميشيل أولاس، الذي أيّد ودافع بشراسة للتعاقد مع هيرفي رينارد.
فرنسا تنظر إلى رينارد كشخصية مشرقة وجذابة، قادرة على ضبط منتخب السيدات، في الوقت الذي يصنف فيه هيرفي كواحد من أنجح المدربين الفرنسيين الذين يعملون خارج البلاد، وارتفعت أسهمه في فرنسا خاصة، والعالم عموما، بعد نجاحه في ضرب المنتخب الأرجنتيني بخسارة موجعة في انطلاقة كأس العالم 2022 في قطر، لكنها مهمة تبدو جنونية أيضا، حيث سيتعين على هيرفي رينارد أن ينسجم مع مجتمع كرة نسائي لا يعرف عنه الكثير!