شهد العقد الماضي تقدّمًا تقنيًا كبيرًا بفضل تطور قوة الحوسبة وتقنيات التعلم الآلي، ونتيجة لذلك أصبحنا نعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي الآن بشكل متزايد في العمل والدراسة وأداء المهام اليومية.
وقد أدى هذا التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغيير طريقة عمل الصحفيين، إذ تساعد خوارزميات التعلم الآلي الصحفيين الاستقصائيين الآن في الكشف عن القصص المخفية في البيانات، كما تساعدهم بعض الأدوات الأخرى في جمع المعلومات وتحضير المقابلات وترجمة المحتوى ومراجعته، وغير ذلك الكثير.
لذلك يعتبر الصحفيون خاصة أصحاب الخبرة أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تمثل تهديدًا لهم،بل هي أدوات دعم مهمة للغاية، إذ تمكّنهم من الوصول بسرعة إلى المعلومات الجديدة، وتحديد التوجهات الجديدة، وتحليل كميات كبيرة من البيانات، بالإضافة إلى أتمتة المهام المتكررة مما يساعدهم في زيادة الإنتاجية وتوفير الوقت.
وبينما تتصدر أدوات إنشاء النصوص مثل: ChatGPT معظم العناوين الرئيسية، نجد أن هناك الكثير من الأدوات المناسبة لكل مرحلة من مراحل العملية الصحفية، ابتداءً من جمع المعلومات ومرورًا بإنتاج العناصر المرئية وإنشاء إصدارات صوتية من المقالات النصية وانتهاءً بعملية النشر.
إليك أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة للصحفيين:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
1- روبوت Jasper:
يستند الروبوت (Jasper) في عمله إلى النموذج اللغوي نفسه المستخدم في روبوت (ChatGPT)، ولكنه دُرب على كتابة محتوى أصلي وإبداعي بسرعة، إذ يمكنه إنشاء مقالات طويلة، ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني، ومقالات مخصصة لتحسين محركات البحث بأكثر من 25 لغة.
يدعم (Jasper) العديد من الميزات التي تساعد الصحفيين على الكتابة بكفاءة أكبر، منها:
- ميزة الدردشة (Jasper Chat) التي تتيح لك إجراء محادثة طبيعية مع الروبوت لطلب أفكار جديدة حول موضوع تريد الكتابة عنه، أو المساعدة في إعادة صياغة المحتوى مع الحفاظ على الجودة العالية، وغير ذلك من الطلبات.
- ميزة (Creative Story) التي تساعدك في كتابة القصص الإبداعية خلال دقائق فقط.
- ميزة (Content Improver) وهي ميزة تعمل على تحسين المحتوى لجعله أكثر جاذبية وتفاعل، إذ تتيح لك طرح أسئلة على جمهورك لتحفيز المشاركة.
بالإضافة إلى ذلك؛ تُعد أفضل ميزة (Jasper) هي التعرف على الأنماط، إذ يحدد نمط الكتابة الخاص بك لإنشاء محتوى له أسلوب كتابة مشابه لأسلوبك.
2- أداة NewsWhip:
تُعد مراقبة الأحداث والموضوعات في وقت حدوثها أمر بالغ الأهمية للصحفيين لمواكبة الوتيرة السريعة للأخبار، وهذا ما تساعدهم فيه أداة (NewsWhip) التي تتنبأ بالقصص والمواضيع التي ستنتشر خلال الساعات المقبلة من خلال تتبع اهتمامات الجمهور ووسائل الإعلام، مما يمنحهم الوضوح الذي يحتاجون إليه لاتخاذ قرارات سريعة وواثقة.
تدعم هذه الأداة العديد من الميزات التي تساعدك على متابعة المواضيع والأحداث، ومنها:
- ميزة تُسمى (Highlights) التي تحقق من أي موضوع تحدده لها عبر كل المواقع والشبكات لفترة معينة، ثم تقارن البيانات التي وصلت إليها مع الفترة السابقة، ثم تلخص أهم التغييرات التي تحتاج إلى معرفتها للتأكد من عدم تفويت أي قصة مهمة.
- ميزة (Peaks Highlight) التي تحلل الموضوعات أو الأحداث على مدى فترات أطول، مما يساعدك على الفهم السريع للأحداث التي جذبت اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام.
3- أداة Narakeet:
تتيح لك أداة (Narakeet) إنشاء مقاطع الفيديو المطلوبة لعملك بسهولة، بالإضافة إلى تحويل النصوص إلى مقاطع صوتية لاستخدامها للتعليق الصوتي في مقاطع الفيديو، وتدعم أكثر من 80 لغة من بينها اللغة العربية، وأكثر من 500 صوت في مختلف اللهجات، والأجناس، والأعمار.
كما تتيح لك هذه الأداة تحويل العروض التقديمية إلى مقاطع فيديو تتضمن صوتًا وموسيقى ونصوصًا مكتوبة، وتسميات توضيحية.
4- أداة Pinpoint من جوجل:
قدمت شركة جوجل في عام 2020 منصة (Journalist Studio) وهي منصة رقمية تحتوي على مجموعة متكاملة من الأدوات التي تساعد الصحفيين على أداء مهامهم بشكل أكثر كفاءة وإبداعًا.
تحتوي هذه المنصة الآن على 15 أداة موجهة للصحفيين فقط، بعضها متاح في المنطقة العربية وبشكل مجاني، ومن بين هذه الأدوات (Pinpoint) التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملية البحث داخل مجموعات ضخمة من المستندات وملفات PDF، واستكشاف الصور والبحث في التسجيلات الصوتية والملفات المكتوبة بخط اليد وأرشيف البريد الإلكتروني، إذ تستفيد الأداة من إمكانات بحث جوجل والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمساعدة الصحفيين في كتابة المواد والبحث عنها من أجل الأخبار العاجلة والقصص الاستقصائية والمزيد.
تتيح لك هذه الأداة البحث في ما يصل إلى 200 ألف ملف من أنواع وأحجام مختلفة لكل مجموعة، واستخراج البيانات الرئيسية فيها، كما تتيح لك بمشاركة المستندات والتعاون مع الصحفيين الآخرين.
5- أداة QuillBot:
تقدم (QuillBot) مجموعة من أدوات تحرير النصوص التي تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي، تشمل: أداة إعادة الصياغة، وأداة التدقيق اللغوي، وأداة تلخيص النصوص، وأداة كشف المحتوى المسروق.
يمكنك إدخال النص في المدقق اللغوي للحصول على نتائج فورية، كما يمكنك التبديل إلى محرر إعادة الصياغة لإعادة صياغة النص، وتقدم الأداة أوضاعًا متعددة لإعادة الصياغة، وكل وضع له اختلافات من حيث عدد الكلمات التي تُستبدل وأنماط اللغة، وستخصص هذه الأوضاع تعديلاتك وفقًا للأسلوب الذي تريده.
تتوفر أداة QuillBot كإضافة أيضا يمكن دمجها في (مايكروسوفت وورد) Microsoft Word، أو في (محرّر مستندات جوجل) Google Docs.
6- منصة Synthesia.io:
تستخدم منصة (Synthesia.io) الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع الفيديو احترافية من خلال النصوص في دقائق، وتدعم ما يصل إلى 120 لغة من بينها اللغة العربية بكافة لهجاتها، مما يجعلها بديل رائع لأدوات وعمليات إنشاء مقاطع الفيديو التقليدية المعقدة من حيث الوقت والتكلفة.
تتميز هذه المنصة أنها سهلة الاستخدام، فكل ما عليك فعله لإنشاء مقطع فيديو احترافي لعملك، هو اختيار القالب والصورة الرمزية التي تمثلك، ثم اكتب النص الذي ترغب في تحويله لكلام صوتي وأضف ما تريده من وسائط، ثم اضغط على الزر لتوليد الفيديو.