تخيل أنك بعد فترة كبيرة من العمل المتواصل، والضغط والتوتر، جاء اليوم الذي تصحو فيه لتجد نفسك في إجازة طال انتظارها، وتستمتع في هذه الأثناء بوجبة إفطار هنية مع أفراد أسرتك، وتطالع الأخبار أثناء احتساء قهوتك المفضلة، ربما تظن أن هذه تكون أسعد لحظات حياتك، ولكن ما إن تحل عليك عدة ساعات حتى يتغير رأيك تمامًا ليبدأ الشعور بالملل يتسلل نحوك.
وحسب تقرير لموقع «Psychology Today» فإن العديد من الأشخاص الذين يتقاعدون عن العمل، يستمتعون بأوقات فراغهم في البداية، لكن ما إن تمر عليهم أسابيع فقط على هذا الحال، حتى يشعرون بالملل، بسبب إحساسهم بقلة الإنتاجية التي كانت توفرها عليهم وظائفهم، وما كانت تمليه من معنى على حياتهم، ومن ناحية أخرى فإن الانشغال بالعمل والالتزامات الكثيرة يمكن أن يسبب الإجهاد والتوتر، وبالتالي يقلل الشعور بالسعادة، ليبقى السؤال الذي يقول: كم ساعة يحتاجها الإنسان ليشعر بالسعادة؟
كم ساعة نحتاجها لنشعر بالسعادة؟
في دراسة نشرتها دورية «Journal of Personality and Social Psychology» سعت من خلالها إلى الإجابة على هذا السؤال، عن طريق جمع بيانات عشرات الآلاف من المشاركين، لمعرفة كيفية قضاء أوقات فراغهم ومدى الشعور بالسعادة لديهم. لتكشف النتائج عن نقطتين:
- الأولى تقول إن قضاء أقل من ساعتين من وقت الفراغ اليومي يسبب الكثير من التوتر، مما يؤثر على الشعور بالسعادة، إذ توصلوا إلى أن ذلك لم يكن كافيًا للمبحوثين ليحقق لهم السعادة المرجوة.
- النقطة الثانية توضح أن قضاء أكثر من 5 ساعات من وقت الفراغ يوميًا يؤدي إلى عدم الشعور بالإنتاجية، مما يؤدي إلى نفس النتيجة السابقة وهي عدم الشعور بالسعادة، لأن الأشخاص في هذه الحالة لا يشعرون بأنهم منتجون أو يحققون الأهداف المرجوة، مما يؤثر سلبًا على سعادتهم.
أكثر من ساعتين وأقل من خمس
وبذلك توصلت الدراسة إلى أن قضاء المزيد من الاسترخاء في وقت الفراغ الذي يصل أكثر من 5 ساعات لا يُشعر بالسعادة، وأيضًا فإن الحصول على أقل من ساعتين من وقت الفراغ يؤدي إلى نفس النتيجة بعدم الشعور بالسعادة، والحل الأنسب هو قضاء ما بين أكثر من ساعتين وأقل من 5 ساعات، وهو ما يمكنه أن يكون المقدار المناسب للشعور بتلك السعادة المرجوة.