تمر علينا هذه الايام ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله، مبارك عبدالعزيز الحساوي، الذي غادر هذه الحياة الدنيا، إنه رجل عظيم من رجالات الكويت الذين نفخر بهم جميعا، قامة فخر تسمو على كل قامة، يا عزيزا في فؤادنا طيب الله ثراك.
الموت حق، والفقد حق، سنّة الحياة المُبكية، والفواجع لا تُنسى ولو مر عليها دهر، والحزن على الراحلين لا يموت، نمضي.. نتجاوز الدموع، لكن ذكرى رحيلهم تتجدد مع كل خبر وفاة، اللهم ارحم من اشتاقت له روحنا واغفر له.
والدي الغالي، طيب الله ثراك، التاريخ صنعه الرجال والمواقف، لا الخطب والكلمات، ووالدنا الغالي كان رجلا من صناع التاريخ الكبار بمواقفه المشرفة، فهو أحد الرجال الأفذاذ العظام والذي رحل عنا بجسده، لكن آثاره وفضائله بقيت محفورة في قلوبنا وعقولنا حبا وتقديرا وإكبارا، ستظل حيا دائما في قلوبنا، وسنذكرك دائما بالدعاء، نحن والتاريخ والاجيال القادمة.
رحل رجل الإنسانية والمبادرات الخيرية، وصاحب الأيادي الطيبة والعطاء والكرم، ومواقفه مشهودة في كل الاعمال الخيرية، رحمك الله يا كريم العطاء، ما وطئت رجله أرض الا وعمّر بيتا من بيوت الله، رحم الله روحا أسعدتنا، وقلبا عطف علينا، وأبا اكرمنا، حيث ترك خيره في كل شبر من العالم، رحم الله والدي الغالي، هيبة في صمته، قوة في كلامه، امان في ابتسامته، وفاؤه لأبنائه ولمجتمعه الكويتي في الذاكرة لا يغيب، حبه واسمه انطبع في قلوبنا مدى العمر، مهما تكلمنا عنه فلن نوفيه حقه.
رحم الله روحا أبكانا الحنين اليه، رحمك الله بقدر شوقنا لك، فقدك عظيم ولا يوجد اعظم من حُزن حَزناه عليك، فلا يذهب ألم الفقد حتى وإن مرت الأيام، ولا نقف عن احساس الانتظار وكأنهم عائدون، ولكن أجر الصابرين الحامدين عظيم، رحم الله قلوبا رحلت ولم تُنسَ.
لك يا الله، الغائب بين الراحلين في قبره، الحاضر قبل الاحياء في قلوبنا ما غاب عن خاطرنا مرة ولا عن دعائنا يوما أبدا، لن يغيب يا الله انه ليس معنا لكنه في قلوبنا وفي دعائنا.
والدي الكريم، وجهك أعطاه الله طيب العالم جعلك من الناجين وأهل الجنة، من انجازاته الكثيرة هو كله حنان ورقة وكرم ووفاء، ظل قريبا من اهله ومن مجتمعه الكويتي، ملامسا بقلبه وراحة يديه افراحهم، ابا حنونا ومعلما صادقا وصديقا مخلصا، حتى بعد مماته، لازال اقرب الى قلوبهم، حيث تبكيك الأرملة واليتيمة، فمن يعيش في قلوب الناس لا يموت.
فراق 18 عاما لطيّب سيُذكر عمرا وذكرى ستبقى دهرا، فذكراك في قلوبنا، ولن ننساك ابدا في سجودنا، وان رحلت عنا سيظل عزاؤنا فيك عمرا ما بقينا، فالقلب انفطر على فراقك.
أيها الأب الكريم، إن ذكراك ليست في يوم، انت في كل يوم ذكرى، يمر طيبك، ونذكر وجهك الراضي، وستبقى سيرتك العطرة تحكي بها الاجيال، فقد كنت فنارا ووعاء خير، فالله يرحمه يمين الخير والطيب والتسامح والكرم والانسانية، رحم الله قلبا لو فنت الدنيا ما أتت بمثله، اللهم فقدنا حبيبا كان لنا خير ونعم الرجل العظيم بركة وسندا.
فيارب نرفع الأكف لك داعين ان تغفر له وتضاعف له حسناته وتتجاوز عن سيئاته وتسكنه فسيح جناتك، واجعله في كنفك ورحمتك، وعلو فردوسك، ونعيم المقام بقربك.
اللهم اجعل ملائكة الرحمة تطوف عليه من كل جانب، اللهم ارحمه في بطن الارض واستره يوم العرض. اللهم آمين.