علاقات و مجتمع
صدمة أعقبت رحيلها، فهي واحدة من أكثر السيدات المؤثرات في مجال العمل الإنساني، جعلتها رمزا للعطاء غير المشروط، إنها الدكتور أنيسة حسونة، التي اختارتها مجلة «أرابيان بيزنس» الدولية، ضمن أقوى 100 امرأة عربية في 2014، عن مجهودها في مجال المجتمع والثقافة، كما أنها ضربت مثالا للصبر والتفاؤل، نتيجة مقاومتها لمرض السرطان منذ إصابتها به في 2016 وحتى وفاتها 2022.
أنيسة حسونة، رائدة الأعمال الخيرية، والمدير التنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، والبرلمانية السابقة أو السياسية المخضرمة، فكانت لها باع كبير في مختلف المجالات، ويستعرض «الوطن» في التقرير التالي، أبرز المحطات في حياة «رائدة الأعمال الخيرية» في ذكرى وفاتها الأولى.
مرض أنيسة حسونة
ذاع صيت الراحلة أنيسة حسونة مع توليها منصب المدير التنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، وعرفت بأعمالها الخيرية المتنوعة، وحبها لمساعدة الأخرين، وعمل الخير للجميع، بعد إصابتها بمرض سرطان المخ للمرة الأولى عام 2016، ابتعدت عن الأضواء والأعمال لمدة عام كامل، عادت بعده أقوى وذات أمل أكبر، ولكن كان للقدر كلمة أخرى، وللمرض الخبيث رأي أخر، إذ عاد المرض بشكل متطور وسريع حال بينها وبين العودة بشكل مباشر لمتابعة أعمالها.
كانت الراحلة أنيسة حسونة مثالا للتحدي والإرادة والنجاح، لم يوقفها المرض الخبيث عن كونها شعلة أمل، فكانت تتحدث كثيرا عما تمر به من مراحل العلاج، وكيف أنها تحارب المرض، وكانت تفعل ذلك لتشجع كل إمرأة أو سيدة مصابة بالسرطان، فكانت تشجعهم على المحاربة ببسالة، والإيمان المطلق حتى يستردوا عافيتهم، وهكذا أصبحت أيقونة لكل امرأة تحارب المرض الخبيث حتى كرمتها انتصار السيسي، قرينة الرئيس، في اليوم العالمي للمرأة العام الماضي قبل رحيلها بأيام معدودة.
أنيسة حسونة في العمل السياسي
وفي المجال السياسي، تعتبر أنيسة حسونة أول إمرأة منتخبة كأمين عام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، الذي لاقى أصداء واسعة وترحيب كبير وسعادة غارمة من الراحلة، لأنها تعطي قيمة كبيرة لعملها السياسي ولهذا المنصب على وجه التحديد، وعبرت الراحلة عن ذلك في حديث سابق قائلة «أنها مجرد نموذج واحد لملايين المصريات اللاتي يمتلكن الكفاءة والخبرة، والذين لم تتح لهم الفرصة لإظهار تفوقهم».
ألقاب مختلفة ومتعددة لأنيسة حسونة
عُرفت أنيسة حسونة بالكثير من الألقاب، التي كانت تعبر عن كل عمل تقوم به سواء في المجال الخيري أو المجال السياسي أوالعمل التنفيذي، فعرفت بالباحثة والسياسية ورائدة عمل الخير، وغيرها من الألقاب التي نالتها عن جدارة واستحقاق، ولكن يبقى لقب رائدة الأعمال الخيرية، هو الأحب والأقرب إلى الراحلة بسبب حبها الصادق لعمل الخير وإلهام ومساعدة الآخرين.
وأنيسة حسونة هي نموذج ملهم من نماذج كثيرة، تتواجد بين السيدات في المجتمع المصري، ربما لم تحن فرصتهم بعد للظهور والحديث عن تجاربهم الملهمة والمشجعة والبناءة، ولكن بالتأكيد تبقى قصصهم لها من الأثر ما يضئ مصباح الأمل لدى كل محاربات مرض السرطان.