علاقات و مجتمع
«سماح عبد العزيز»، فتاة ثلاثينية، ولدت بمحافظة أسيوط، اختارها الله منذ نعومة أظافرها لتكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، بإعاقة حركية في رجلها اليُمنى، لكن لم تقف إعاقتها حائلًا أمام أحلامها، ففي مرحلة الثانوية العامة قادتها الصدفة لتبدأ رحلتها في تنس الطاولة، لتتوالى عليها الإنجازات بعد ذلك، وبين الأمل والمثابرة مضت في عزم، لتحقق بطولات دولية في تنس الطاولة.
بداية «سماح» مع تنس الطاولة
روت «سماح» بداية قصتها مع تنس الطاولة، لـ«الوطن»، قائلة: «كنت في درس الثانوية العامة، وقابلت مدير نادي التنس بشمال سيناء، وسمعته يتحدث عن وجود نادي لذوي الهمم لممارسة الرياضات المختلفة، فذهبت لمعرفه الأمر، وبالفعل بدأت اللعب، في البداية لم أكن أعرف كيف أوفق بين اللعبة وبين الدراسة، ولكني ثابرت حتى حاولت ممارستها بشكل منتظم».
دخولها الجامعة وحبها للتنس
التحقت «سماح» بكلية الآداب قسم علم اجتماع، وبعد الانتهاء من الجامعة مارست التنس بشكل فعلي، «حاولت أن استكمل اللعب، لكن كانت يدي ضعيفة في اللعب ولا استطيع تنفيذ بعض المهارات، ولكن مع محاولاتي وإصراري، تمكنت من تقوية يدي وتنفيذ المهمات التي لم أتمكن منها في البداية، ولعبت لفترة بدون تحقيق مراكز، ولكن كان لدي إحساس وإصرار بأني سأكبر وسيصبح لي كيانًا في تنس الطاولة».
«أصبحت اللعبة جزءًا أساسيًا من حياتي، فعملت على ذاتي، وحاولت الاجتهاد، وشاركت بمعسكرات خارجية اجتهاد شخصي مني وسافرت، وهناك تعرفت على مدربي الحالي كابتن طه، وكان نقطه فارقة في مشواري، فحصدت بطولات بمراكز مختلفة عديدة، ثم حصلت على المركز الأول، لم أستطع أن اصف شعوري وأنا اتسلم الميدالية، كان إحساسًا مختلفًا، وشعرت أن أولى خُطى النجاح هو الحفاظ عليه»، هكذا قالت «سماح» عن رحلتها.
بطولات دولية في تنس الطاولة
واستكملت حديثها: «حصلت على 9 ميداليات ذهب في بطولات الجمهورية، و7 ميداليات فضية، و6 ميداليات برونزية، ومركز ثاني في بطولة مصر الدولية لعام 2022، ثم حصلت على مركز ثالث في بطولة الأردن الدولية، ومركز أول في مسابقات الفرق ببطولة الأندية العربية لهذا العام، والمركز الثاني في مسابقات الفردي بنفس البطولة، وحتى الآن شاركت بأربعة بطولات دولية، وحصلت على الترتيب الدولي برقم 8 عالميًا».
مثابرة وشكر من «سماح»
وعبرت «سماح» عن أمنياتها ونجاحها، إذ قالت: «مشوار حياتي ليس بقصير، وليس بطويل عشت إخفاقات وصعوبات ونجاحات، من نظرة وثقافة المجتمع على أنني لا يمكنني النجاح والقيام بالرياضة، إلى عدم وجود الإمكانيات، كما كنت أتمنى بداية ممارسة اللعبة في مرحلة عمرية أصغر، ولكن العمر ليس مقياسا، فيمكن لأي إنسان أن يصنع حلمه وهدفه إذا أراد في أي وقت، أعلم أن مشوراي ما زال في بدايته، لكني وصلت فيه لمرحلة جيدة يمكني من خلالها مواصلة رحلتي، وسأظل أضاعف جهدي للوصول إلى إنجازات أكبر، ويبقي الجزء الأهم في هذه الرحلة وهو شكري لله على ما أنا عليه الآن وأعانني على تحقيقه»، كما قدمت الشكر إلى كل من وقف بجانبها وشجعها من عائلتها بشمال سيناء إلى مدربيها وأصدقائها.