سلَّطت دراسة استطلاعية حديثة لشركة “ماستركارد” الضوء على الطموح المتزايد لرائدات الأعمال في جميع أنحاء العالم، خاصة في المملكة المغربية، حيث أكدت 74 في المائة من النساء المغربيات أنهن يطمحن إلى بدء أعمالهن ومشاريعهن الخاصة.
وكشفت نتائج دراسة “ماستركارد” أن النساء المغربيات يُقبلن على ريادة الأعمال بشكل متزايد، مدفوعاتٍ بالرغبة في تحقيق الاستقلال المالي، إذ تتوقع 82 في المائة من المواطنات المغربيات المستطلَعة آراؤهن تحقيق نموٍّ في الإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يشير، حسب التقرير، إلى وجود ثقة كبيرة في مستقبل ريادة الأعمال النسائية في المغرب.
وبالنسبة للعديد من النساء المغربيات فإن الرغبة في تأسيس مشاريع شخصية لا تنبع فقط من السعي إلى تحقيق الاستقلال المادي، وإنما أيضًا من الطموح إلى تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية، إلى جانب الحصول على الحرية والمرونة بعيدًا عن الهياكل المهنية التقليدية. ومع ذلك مازال الوصول إلى التمويل، والإرشاد في الأعمال، والأدوات الرقمية، أمرًا حاسمًا لضمان تحول طموحات النساء المغربيات إلى أعمال مزدهرة وقابلة للتوسع.
وأظهرت نتائج الدراسة ذاتها أن 27 في المائة من النساء المغربيات يعتبرن أنفسهن رائدات أعمال، فيما تؤكد 64 في المائة منهن أنهن لم يتمكنَّ بعدُ من تحويل مشاريعهن وطموحاتهن إلى واقع، ما يبرز الحاجة إلى فتح المجال لمشاركة أكبر للنساء في النظام البيئي للأعمال في المغرب، مع ضمان الوصول إلى التمويل والمواكبة في تطوير المهارات التقنية المرتبطة بالعمل.
وفي سياق مماثل كشفت 52 في المائة من النساء المغربيات أن كسب المزيد من المال هو الدافع وراء تفكيرهن في بدء مشروع خاص، فيما أكدت 40 في المائة منهن أن الدافع هو تحقيق المزيد من الاستقلال المادي؛ وفي المقابل صرَّحت 30 في المائة منهن بأن تأسيس مشروع خاص بالنسبة إليهن يهدف إلى توفير مبلغ مالي من أجل تحقيق هدف محدد.
أما في ما يخص أهم القطاعات التي تعمل بها النساء المقاولات في المغرب فسجَّلت الدراسة الاستطلاعية أنهن بدأن اقتحام مجال الصناعات الرقمية والخدماتية، مشيرًة إلى أن القطاعات الأكثر شيوعًا على هذا المستوى هي البيع عبر الإنترنت، والتعليم، وقطاع التجميل، إضافة إلى قطاع المطاعم.وأوضحت المعطيات ذاتها أن النساء في المغرب أكثر عرضةً بثلاث مرات من الرجال للقول إنهن يفتقرن إلى المعرفة بكيفية تأسيس مشروع تجاري، فيما تتصدر قلة الخبرة قائمة العوائق التي تواجه النساء في هذا المجال بنسبة تتجاوز 32 في المائة، تليها قلة التمويل بنسبة مماثلة تقريبًا، ثم نقص الموارد المالية بنسبة 29 في المائة.
وفي سياق متصل تشعر 15 في المائة من النساء في المغرب بعدم وجود ثقة كافية لديهن لبدء مشروع تجاري. واعتبرت “ماستركارد” أن “هذا الافتقار إلى الثقة قد ينشأ من مجموعة من المخاوف بين النساء المالكات للأعمال، بما في ذلك نقص رأس المال لبدء المشروع وخطر الفشل”، موردة أن “أربع نساء مقاولات من كل عشر يعانين من صعوبة في بناء مشروع مستدام بسبب نقص المعرفة، مقارنةً برجل واحد من كل عشرة”.
وأوصت الدراسة بالعمل على زيادة ثقة المرأة وقدرتها على إطلاق وتوسيع الأعمال الناجحة، وذلك من خلال دعم خيارات التمويل المتاحة لتقليل العوائق المالية، وتشجيع أفكار النساء في أماكن العمل، وتحسين المهارات الرقمية في مجال المال والأعمال، وتقديم تدريبات في المهارات التجارية.
من جانبه قال محمد بن عمر، المدير العام لمنطقة شمال غرب إفريقيا في شركة “ماستركارد”، إن “هذه الدراسة تبرز طموح النساء المقاولات في المغرب وقدرتهن على التحمل”، مضيفًا أن “النساء المغربيات هن جزء لا يتجزأ من اقتصاد البلاد، ويشكّلن مستقبل الأعمال من خلال إبداعهن وقدرتهن على التكيف والابتكار؛ وبينما يظل طموحهن واضحًا فإن الاستثمار في الشمول المالي، والمهارات التجارية، والأدوات الرقمية يمكن أن يدفعهن قُدمًا بشكل أكبر”.
وأبرز بن عمر أن “شركة ماستركارد تعمل بشكل وثيق مع شركائها في المغرب لتقديم حلول مالية مخصصة وبنية تحتية رقمية تساعد الشركات التي تقودها النساء على النمو والتوسع والازدهار”.
المصدر: وكالات