علاقة باستمرار أزمة ارتفاع اللحوم الحمراء بالمغرب، فجر عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، في تدوينة له عبر صفحته الرسمية على “فايسبوك”، مجموعة من الألغام في وجه الحكومة، وقال متهكما: “ألا أيتها الحكومة، إننا نُسمِع لو أننا ننادي حيا! إن المغاربة يستحقون أفضل مما تقومين به… وإنهم باتوا يعرفون جيدا أنك بمرسوم استيراد الأبقار والعجول تؤكدين على نفسك أنك حكومة “تْبْيَاعْ العْجْل” بامتياز، وطبعا لفظ العجل هنا يمكن أن تكون له علاقة بقصة عجل السامري… لا شك أننا عرفنا العجل، يبقى أن نعرف سامري الحكومة !!”.
بهذا الانتقاد الحاد، أكد بووانو، أن ما وصفها بـ”حكومة التطبيع مع الفساد”، ما “تزال تتحفنا بممارسات مشوهة بمقياس السياسة والتدبير، ولا نعرف حقيقة إلى أين تمضي بنا، إذا كانت فعلا تعرف هي إلى أين تمضي! ولا يكاد يمر أسبوع، بل ربما يوم، دون أن نسمع عن تهافت إجراءاتها، وسعيها لتأمين مصالح فئة قليلة معروفة بانغماسها في الريع، وفي مراكمة الثروة على حساب معاناة المواطنين، وعلى حساب حاجيات الدولة أيضا”.
وقال رئيس المجموعة النيابية، وهو يكشف اختلالات تدبير ملف أزمة اللحوم من طرف الحكومة، “لا شك أن الرأي العام تابع في الآونة الأخيرة، واحدة من فضائح الحكومة، والمتعلقة باستيراد الأبقار الأليفة، على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق الوطنية، التي لم تحظ أسبابها الحقيقية بالنقاش اللازم”.
وأضاف بووانو كاشفا، “لقد أطلّ على المغاربة أحد المستثمرين في مجال اللحوم الحمراء..، أياما قليلة فقط بعد مصادقة الحكومة على مرسوم وقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار الأليفة، مدعيا كلاما بعيدا عن الحقيقة، وفيه الكثير من التمويه، لا نعرف إن كان مقصودا، أملته عليه صفته الحزبية، باعتباره مسؤولا جهويا في حزب رئيس الحكومة، أو أملته عليه وضعية مجزرته التي استثمر فيها المليارات، نسبة كبيرة منها سُلمت له كدعم من وزارة الفلاحة، لكن المجزرة لم تنجح ولم يكن لها عائد، ويمكن القول بأنها فشلت، وتسببت في مراكمة الديون على صاحبها، وهنا يُطرح السؤال حول استفادته من المرسوم المذكور، وما إذا كان على علم به قبل المصادقة عليه، في إطار علاقته الحزبية مع رئيس الحكومة ومع وزير الفلاحة، ويُطرح السؤال كذلك حول مصدر استيراده للأبقار التي نقلت من خلال تصريحاته، هل هو البرازيل أو إسبانيا أو فقط إحدى الضيعات القريبة للمجزرة !!”.
وحسب رأي القيادي في “البيجيدي”، فإن تدبير الحكومة لملف أزمة اللحوم الحمراء، باتت فيه زوايا نظر أخرى يجري التعتيم عليها، لغاية في نفس “الجزار الكبير” !!”.
وفي هذا السياق، تساءل بووانو وهو يكيل الاتهامات للحكومة بسبب عدم قدرتها على حل ملف اللحوم، “أين هي الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، التي من المفترض أن تدلي بدلوها هي الأخرى في هذا الموضوع، أقصد رئيسها، هل بلغ إلى علمه أن أسعار اللحوم الحمراء عرفت ارتفاعا كبيرا في هذه الفترة، وهل بلغ إلى علمه أن الحكومة صادقت على مرسوم يتعلق بالمجال الذي يتولى فيه مسؤوليةً منذ سنة 2008، وما رأيه في تصريحات صاحب المجزرة المذكور، وأين اختفت “عنتريات” المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وهو يلتقط الصور مع “أكبر عجل” في كل دورة من دورات المعرض؟”.
وشدد رئيس المجموعة النيابية لـ “البيجيدي” بمجلس النواب، على أنه “من حق المواطنين أن يتساءلوا أين يوجد هذا الشخص الذي حيثما وليت وجهك في مجال الفلاحة تجده كمعبر ضروري، تجده في اللحوم الحمراء وفي استيراد الأغنام وفي ترقيمها وفي تدبير أسواق الأضاحي، وتجده في التسمين وفي التلقيح وفي البر والجو والبحر! وتجده في كل ممر مخصص للدعم الذي تقدمه وزارة الفلاحة، تغير رؤساء الحكومة ولم يتغير هو، تغير وزير الفلاحة ولم يتغير هو، تغير الولاة والعمال ولم يتغير هو، تغيرت أشياء كثيرة في البلاد وبقي هو جاثما في مكانه!”.
وقال بووانو في تدوينته أيضا، “من حقنا أيضا أن نتساءل عن مصير الأموال التي خصصت لعقد البرنامج الذي يجمع الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء بوزارة الفلاحة، وماذا تحقق من هذا العقد، ابحثوا عنه لتكتشفوا حجم هذه الأموال!”.
واستغرب بووانو بقوله “أين وزارة الفلاحة من هذا الذي يقع في مجال اللحوم الحمراء، فمنذ المصادقة على المرسوم إياه اختفى الوزير، فلا تصريحات ولا بلاغات ولا توضيحات، ماذا هناك بالضبط؟”.
وقال المتحدث ذاته، “من سيجيب عن أسئلة المغاربة المتعلقة بنوعية سلالات الأبقار التي يتم الترخيص باستيرادها، ومن أين يتم استيرادها، وما عدد رؤوس الأبقار التي سيسمح باستيرادها، وهل ذبحها يتم وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية، وأين يتم ذبحها، هل في بلدان الأصل أم في عرض البحر، أم في المجازر؟”.
وتساءل بووانو، عن “نوع الأبقار المسموح باستيرادها، هل هي أبقار المراعي، أم أبقار التسمين، وما أثر كل ذلك على جودة وكمية اللحوم التي توفرها، وبالتالي أثر ذلك على تزويد السوق الوطنية من حاجياته الضرورية، ثم ما علاقة مخطط المغرب الأخضر بهذه الفضيحة، خاصة إذا علمنا أن أحد محاوره الذي ُخصص له دعم مالي مهم، له علاقة وطيدة بسلاسل إنتاج وتسويق اللحوم؟”.
وشدد المسؤول السياسي، على أن هذه الأسئلة التي طرحها، “وزارة الفلاحة والحكومة، مطالبتان بالإجابة عنها”، كاشفا أن “مجموعته النيابية، ستطالب في إطار مهامنا الرقابية، الوزارة الوصية، بالتوضيحات اللازمة، لكن الأمر ربما سيتطلب بعض الوقت، هذا الوقت يمكن أن تجري فيه مياه كثيرة تحت الجسر، وربما يتآكل ويسقط، أقصد جسر الثقة أساسا.. أرجو أن تفهموني !”.
وفي سياق حديثه عن ارتباك الحكومة في حل أزمة اللحوم، نبه بووانو، إلى مشكل آخر ستواجهه الحكومة، “وهو الخصاص المحتمل لرؤوس الأغنام المعدة للذبح خلال عيد الأضحى”، داعيا الحكومة من الآن إلى” التواصل الجدي مع المواطنين، وإخبارهم بالحقيقة، “واش غايكون العيد الكبير ولا مغاديش يكون”، لأنه لا معلومات لحد اليوم عن وفرة القطيع، وربما التفكير في استيراد رؤوس الأغنام سيعزز الشك عند المغاربة، وحتى إذا تمت المصادقة على مرسوم في هذا الاتجاه، فإن أثره لن يشمل فترة عيد الأضحى”.
المصدر: وكالات