تحفة معمارية من الطراز الفاطمي، يرجع تشييدها إلى أكثر من ألف عام، هو «مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي» الذي يعتبر ثان أكبر مساجد القاهرة اتساعًا، ويقع في نهاية شارع المعز لدين الله الفاطمي، وأعيد افتتاحه مؤخرًا بعد عملية ترميم استمرت حوالي 5 سنوات، ونقدم لكم خلال السطور التالية أبرز المعلومات عن ذلك الصرح التاريخي صاحب الطراز الفريد.
بداية تشييد المسجد وافتتاحه
قال الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة، إنه قبل حوالي ألف عام من الآن رأى العزيز بالله الفاطمي، خامس الخلفاء الفاطميين، أن يبني مسجدًا جديدًا، فوضع اللبنة الأولى لهذا المسجد الكبير، لكنه توفى قبل أن تكتمل عملية البناء، ليأتي ابنه الحاكم بأمر الله من بعده، سادس الخلفاء الفاطميين، ليكمل العمل الذي بدأه والده.
وفي حيدثه لـ«الوطن» ذكر «فؤاد» أن اسم المسجد بعد إكمال عملية البناء عام 1012 من الميلاد، كان «جامع القبة»، وفي القرن الخامس الهجري تحول اسمه إلى جامع الأقمر أو الأنور، وفي عهد صلاح الدين الأيوبي جرى إغلاق الجامع الأزهر وحول الخطبة إلى هذا المسجد، وانطلقت منه.
ثان أكبر مسجد على مستوى القاهرة
وأوضح: مسجد الحاكم بأمر الله، هو رابع أقدم المساجد الجامعة المتبقية بمصر، ويعتبر ثاني أكبر جوامع القاهرة من حيث الاتساع بعد جامع أحمد بن طولون، ويقع في نهاية شارع المعز لدين الله الفاطمي، بجوار باب الفتوح في حي الجمالية، وكان زمن تشييده خارج أسوار القاهرة التي شيدها القائد جوهر الصقلي أحد قواد الدولة الفاطمية البارزين، ثم تمت توسعة القاهرة، بواسطة بدر الجمالي عام 1087م، وشيد الأسوار الموجودة حاليًا، ليصبح المسجد داخل نطاق المدينة.
وأكد: أخذ القاطميون فكرة تنفيذ المسجد على غرار مسجد المهدية في تونس، إذ يتميز بمدخله الرئيسي البارز بواجهة رئيسية، من الناحية الشمالية الغربية، وهي من أقدم الأمثلة على هذه المداخل البارزة في مصر، وعن تخطيطه فهو يتكون من مساحة شبه مربعة، يتوسطها صحن مكشوف، على غرار الجامع الأزهر، يحيط بالصحن 4 ظلات، أكبرها ظلة القبلة في الجانب الجنوبي، وهي تتكون من خمسة أروقة، وتتكون الظلة الشمالية الشرقية من رواقين فقط، والظلتان الأخرتان فتتكون كل منهما من 3 أروقة، كل رواق يحتوي على مجموعة من العقود، ويعلو الوجهة الرئيسية للمسجد مئذنتان.
ترميم المسجد مؤخرًا وإعادة افتتاحه
وبدأ مشروع الترميم في فبراير عام 2017، وشملت الأعمال مجموعة من عمليات الصيانة الدورية لمنع الخطورة وحماية حوائط المسجد من آثار الرطوبة والأملاح، بجانب أعمال التهوية والمعالجة، وقد أكد محافظ القاهرة خالد عبد العال أن مشروع ترميم المسجد يأتي كجزء من عمليات التطوير الذي تشهده المنطقة التريخية بمحافظة القاهرة خلال الفترة الحالية، بعد أن تم افتتاح مسجد الحسين وشارع الأشراف، بجانب افتتاح مسار آل البيت.