قصة قميص الدراويش من غصن السلام لسر «السبعة» وتعديله للأسود حزنا على «67»

عندما تشاهد القميص الأصفر تتذكر فوراً متعة الدراويش، وسرعان ما قد تربط بينهم وبين المنتخب البرازيلى، بسبب تشابه الألوان، بالإضافة لحب جماهير الإسماعيلية لكرة القدم الممتعة، واللعب على الطريقة البرازيلية ولكن بنكهة وبصمة مصرية خاصة.

أول شعار للدراويش في 1926.. والأصفر مستوحى من الرمال

تميز الإسماعيلى، منذ تأسيسه، بهويته المميزة، حيث أنشئ تحت اسم «نهضة الشباب المصرى» عام 1921، من خلال بعض المجهودات الذاتية لأهالى محافظة الإسماعيلية، ولم يكن له لون معين، حيث كان يلجأ لاستعارة أطقم مختلفة من أندية أخرى قبل كل لقاء، وكان اللاعبون يخوضون المباراة بقمصان مختلفة أحياناً، نظراً لعدم وجود قميص خاص بالنادى.

وظهر الإسماعيلى لوجه النور باسمه الحالى بعد تغيير اسمه فى عام 1924، وتحول النادى لينال العضوية فى اتحاد الكرة المصرى عام 1926، وكان أول شعار للفريق بسيطاً، برسم كرة القدم الإنجليزية، حيث كانت الكرة بشكل عام هى العامل المشترك فى كل شعار للإسماعيلى، بالإضافة إلى شكل هندسى لإظهار الكرة.

وكان يجب على الإسماعيلى اختيار لون محدد قبل مشاركته فى انطلاق مسابقة الدورى المصرى عام 1948، ووقع اختيار جماهير الدراويش على اللون الأصفر، نسبة إلى لون الرمال التى توجد بكثرة فى محافظة الإسماعيلية، بالإضافة للشورت الأبيض التقليدى والجورب بنفس اللون، وكشفت بعض المراجع التاريخية أن ذلك يعود لترشيد النفقات، لأن القماش الأبيض كان أقل تكلفة من القماش الملون.

وتغير شعار الإسماعيلى فى الستينات، برسم دائرة صفراء وبداخلها مثلث أخضر، وكان المثلث يعبّر عن «السبعة» التى كانت تزين فانلة الدراويش، ثم تم تغيير لونه بعدها إلى اللون الأسود، نظراً للظروف التى مرت بها مصر بعد عام 1967، بالإضافة إلى وفاة «رضا»، أحد نجوم الإسماعيلى التاريخيين، عام 1965، ويحيط بالشعار غصن الزيتون الذى يرمز إلى السلام.

وترك «رضا»، نجم الإسماعيلى الراحل، بصمة خاصة تتعلق بقميص الدراويش، حيث اقترح على إدارة النادى عام 1962، بعد تتويج منتخب البرازيل بلقب كأس العالم، أن يرتدى الإسماعيلى «شورت أزرق» بدلاً من الأبيض، ليصبح مثل كتيبة السامبا، ولُقب الفريق منذ ذلك الوقت بـ«برازيل مصر»، نظراً للتشابه فى الزى الأساسى وأيضاً طريقة اللعب التى تهدف إلى إمتاع المشجعين بتقديم أداء جميل ومهارات فردية عالية.

«لون الفانلة البرازيلى».. سر السمسمية واستمرار رمز غصن الزيتون

وبدأت جماهير الإسماعيلى منذ ذلك الوقت فى صنع هتاف خاص بها، لاستغلال التشابه مع منتخب البرازيل، ووصف قميص الفريق، حيث أصبحت إحدى أشهر الأغانى داخل المدرجات والشوارع هى: «أصفر وأزرق سماوى .. لون الفانلة البرازيلى».

وحافظ الإسماعيلى على هويته باللون الأصفر فى الشعار الثالث له عبر تاريخه، من بداية الثمانينات، باستخدام مثلث على شكل آلة السمسمية التى اشتهر بها مشجعو الدراويش، بالإضافة إلى كرة القدم التى تعبّر عن عشق الدراويش للعبة، ومثلث باللون الأزرق يرمز إلى ارتباط مدينة الإسماعيلية بقناة السويس والبحيرات.

وتغير شعار الإسماعيلى مجدداً، منذ عام 2001، واستمر بنفس شكله الحالى حتى الآن، حيث عاد إلى بساطته المعتادة، باستخدام كرة بألوان الدراويش، بالإضافة إلى درع، واستمرار رمز غصن الزيتون، وبقى اللونان الأصفر والأزرق هما العلامة المميزة لقميص الإسماعيلى، الذى سار على خطى السامبا، ليمتع مشجعيه وجماهير الكرة المصرية بشكل عام ليستحق لقب «برازيل مصر».