واللافت في احتفالية هذا العام أن خطوط الزمن تداخلت بين حقب الدول السعودية الأولى والثانية والثالثة، سواء من حيث رمزية الهوية التراثية أو النسق التاريخي للاحتفالات أو المشاركة الشعبية، ولا مشكلة في ذلك فبالنسبة للمواطن لاحظت أن هناك تمازجاً في استشعار الهوية الوطنية دون انفصال الفواصل الزمنية بين حقب الدول السعودية الثلاث، فالوطن نشأ في يوم التأسيس وعاش في وجدان الأجيال المتتالية حتى جيل يحتفل اليوم بأيام أجداده، كما لو أنها أيامه وتخص أبناء الأمس واليوم والغد، ولاحظوا كيف احتفل الأطفال وأي زي ارتدوه وكيف تمازجت مناطق المملكة في حالة اندماج لهوية الوطن ورمزية الآباء المؤسسين !
ربما لم يوجد العقال المقصب بتصميمه المتأخر في زمن الدولة الأولى، لكنه اليوم يمثل بخيوطه المذهبة الزاهية رمزية الانتشاء بالوطن والاعتزاز بهويته، كما أن الخيط الرابط بين شخصيتي الإمام المؤسس محمد بن سعود والملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وتشابه قصة كفاحهما وقوة شكيمتهما وصلابة إرادتهما في التأسيس والتوحيد وجمع الشتات تحت راية واحدة تصنع التغيير وتمنح الأمل وتمهد للبناء والرخاء، تجعل القصة واحدة وإن تعددت فصولها، بينما تأتي الرؤية الطموحة لتفتح الباب أمام حقبة جديدة لمسيرة بدأها المؤسسون وواصلها الموحدون ويقودها اليوم المجددون !
باختصار.. الدولة السعودية، حكاية يكتبها الواقع !