تجاوزت نسبة ملء حقينة السدود إلى غاية الجمعة 24 فبراير الجاري النسبة المسجّلة خلال التاريخ ذاته من السنة الماضية، بعدما سجّلت 33 في المائة من مجموع المخزون المائي مقابل 32.8 في المائة السنة الماضية.
ويبلغ احتياطي سدود المملكة، وفق آخر أرقام وزارة التجهيز والماء، 5317,1 مليون متر مكعّب، حيث يتصدّر سد الوحدة ترتيب هذه السدود بـ2062.1 مليون متر مكعّب، متبوعاً بسد واد المخازن بـ559.7 مليون متر مكعب، ثم سد إدريس الأول بـ294.6 مليون متر مكعّب.
وتأتي هذه الأرقام في ظل تساقطات مهمة عرفتها مختلف أقاليم وجهات المملكة خلال الأيام الماضية، إذ سُجّلت، حسب أرقام المديرية العامة للأرصاد الجوية، 30 ملمترا بطنجة و12 ببني ملاّل و11 بتطوان، إلى جانب مقاييس تتراوح بين 9 ملمترات وأقل من ملمتر بمدن أخرى.
كما تأتي في ظل توقّعات بهطول أمطار قوّية وأحياناً رعدية بمختلف مدن المملكة، وستستمر إلى غد الأحد، حسب آخر نشرة إنذارية للمديرية العامة للأرصاد الجوية من اللون البرتقالي.
أحمد الهوتي، عضو المجموعة الفرعية للماء لخريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، قال إن “هذه النّسبة رغم إيجابيتها تظل غير كافية حتى لا نعيش ما عشناه أواخر 2022 وبداية 2023”.
وأوضح الهوتي، في تصريح لهسبريس، أن “هذه النّسبة يجب أن نقارنها بنسبة الملء التي عرفتها السدود سنة 2018، باعتبارها النسبة المرجعية، والتي بلغت آنذاك 62 في المائة، والتي لم تكف مع ذلك متطلبات الموسمين التاليين في الفلاحة والماء الصالح للشرب”.
وطالب الخبير الزراعي باتخاذ المزيد من الحذر وتدبير الطلب، داعيا إلى التسريع بتنزيل برنامج إنجاز محطات تحلية مياه البحر وطنياً، لاسيما بالمدن الكبرى كالدار البيضاء وآسفي والجديدة ومدن الشمال، مشيرا إلى أن هذا البرنامج سيحل، على الأٌقل، مشكل الطلب على الماء الصالح للشرب.
وأوضح أن هذه المحطّات ستمكّن المغرب من الحفاظ على مخزون مياه السدود للاستعمالات الفلاحية، خاصة إنتاج الخضر، مذكّراً بما عاشه المغرب خلال الفترة الأخيرة بفعل ندرة المنتوج الفلاحي مقابل كثرة الطلب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
في المقابل، يرى الخبير الزراعي ذاته أن التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي عرفتها المملكة “مهمة جداً وأنعشت بالفعل الأحواض المائية الشمالية والمياه الجوفية، وأثرت إيجابيا على المراعي والغابات، مما سينعش تربية المواشي”، مشيراً إلى أن أحواض الجنوب ووسط البلاد، خاصة حوض أم الرّبيع، ما زالت تعيش ضغطاً كبيراً، لاسيما في الاستعمال الفلاحي.
المصدر: وكالات