في السابع والعشرين من يناير 2022م، صدر الأمر الملكي بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية ويكون إجازة رسمية، ويمثل هذا اليوم بدء عهد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، أي بداية الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون وعاصمتها الدرعية، وقد وفد إليها العديد من العلماء من أجل التزود من العلم والتعمق في أمور الدين وتعاليم الوسطية التي تنفتح على الآخر وتنبذ الإرهاب. واستمرت فترتها إلى عام 1818م ولم يمض سوى حوالى سبع سنوات على انتهائها حتى عادت من جديد بقيادة الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، معلناً قیام الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1891م. وبعد انتهاء فترتها بعشر سنوات استعاد أسد الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، في الخامس من شوال عام 1319هـ الموافق 1902م، ملك الآباء والأجداد ليرسي قواعد الدولة السعودية الثالثة ويوحدها بعد ذلك باسم المملكة العربية السعودية في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م، ليصبح هذا التاريخ هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، أما نخوة العوجا فهي نخوة الدولة السعودية ذلك النداء القادم من عمق التاريخ ليبث الفخر والاعتزاز في أبناء هذا الوطن ونعبر عنه في أناشيدنا الوطنية، والعوجا هي الدرعية ذات الطبيعة المتعرجة.
إنها قصة دولة تربو على ثلاثة قرون ضاربة في أعماق التاريخ، كما قال ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله: «لدينا عمق تاريخي مهم جداً موغل بالقدم ويتلاقى مع الكثير من الحضارات»، ولعلي أختم بجزء من قصيدة للشاعر المبدع الأمير بدر بن عبدالمحسن:
فوق هام السحب وان كنتي ثرى
فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى
مجدك لقدام وأمجادك ورى
وان حكى فيك حسادك ترى
ما درينا بهرج حسادك ابد
انت ما مثلك بها الدنيا بلد.