«رياحيات» ناد ثقافي طربي تونسي نسائي ينشر البهجة العربية لكل العالم

«على حسب وداد قلوبهن»، يسير من يستمع إلى واحدة من تلك الجلسات الطربية المسجلة، لـ نادي «رياحيات»، والذي خلق بنسائه الموهوبات حالة رائعة من السلطنة، فهن تونسيات يتغنين بأغانٍ مصرية قديمة على وقع النوتة والنغمة، لتنتشر في العالم العربي كله، بحرفة تعزف بعضهن، وبفن ترقص أخريات، والمعظم يغني بوقع ثابت ورتم ممتع في أجواء احتفالية دون مناسبة، ما جعل «رياحيات» واحدا من أشهر النوادي الثقافية الفنية التونسية في الوقت الحالي.

أجواء ساحرة من الزمن الجميل

هن خليط ممتزج من كل الأعمار، شابات وكبار في السن، متزوجات لديهن أسر، وعاملات في مهن مختلفة، بعضهن بلا زوج أو أطفال، اشتركن جميهن في النعومة والغناء بروح واحدة، تخرج منهن الجملة بنفس اللحن ولكن بنغمات مختلفة، فأصبحن وردة وعبدالحليم حافظ، أم كلثوم، من شدة إتقانهن للأغاني تحسبهن مصريات في البداية.

تأتي النساء إلى جسات الغناء مرتديات أفضل الثياب معبرين عن هويتهن النسوية العربية، منهم المحجبات وغير المحجبات، الجلسة الغنائية تمثل أمرا جللا لهن، بل هي متنفس الحياة، لا تنشر البهجة فيهن بحسب وإنما لكل مستمع، وأصبحت معظم التعليقات على تلك المقاطع المصورة للنادي تسأل عن كيفية حضور تلك الجلسات حتى لو كان لمجرد الاستماع وليس المشاركة. 

وينظم نادي رياحيات التونسي جلسات غناية في المناسبات المختلفة، مثل المولد النبوي الشريف، وعيد الحب، مبتكرين بذلك ثقافة عربية وهوية وسطى ترضي كل الأذواق والاتجاهات، وذلك بحسب حديث عضوات النادي على صفحتهم على «فيسبوك».

كيف نشأ نادي رياحيات التونسي؟

تترأس هذا النادي لمياء الرياحي، والتي أطلقت على النادي اسم عائلتها، وهي فنانة تونسية شهيرة في الستينيات من عمرها، تحب الغناء، فأسست هذا النادي لتجميع السيدات وعمل جلسات غنائية جماعية، بالإضافة إلى الكثر من الجلسات الصقافية الأخرى للأطفال والكبار، فهي تضفي البهجة وتعالج من الضغط والكبت، بالتجمع للغناء.

وترفض لمياء الرياحي الحديث عن حياتها الخاصة، فبالرغم من أنها متزوجة منذ سنين طويلة إلا أنها ترفض الحديث عن زوجها أو الإفصاح عن هويته، ولكنها أصبحت واحدة من أشهر الفنانات في الوطن العربي.