دعا راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إلى تعبئة جميع المؤسسات من أجل إنجاح الورش الملكي المتعلق بالتغطية الصحية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الطالبي العلمي في الجلسة الافتتاحية للمنتدى البرلماني الدولي السابع للعدالة الاجتماعية، اليوم الثلاثاء 21 فبراير الجاري، بمجلس المستشارين.
وقال: “بلادنا نجحت في توفير التغطية الصحية لأزيد من 23 مليون فرد، يستفيدون من هذا النظام بشكل ممأسس ومنظم يكفل الخدمة العمومية الصحية في إطار ضوابط قانونية عصرية”.
وأضاف: “مع إدراكنا لما يتطلبه هذا المنجز من اعتمادات مالية وموارد بشرية وبنيات وتجهيزات أساسية، فإن علينا أن نقدره حق قدره، ونعتز به، خاصة بالنظر للسياق الذي تحقق فيه، سياق الحروب والأزمات الدولية المتتالية مع كل تداعياتها المعروفة”.
وتابع: “إن الأمر يتعلق في المقام الأول بورش ملكي، علينا مواصلة التعبئة الجماعية في جميع المؤسسات، ومن مختلف مواقع المسؤولية، على ترسيخه وتجويده وجعل المواطن يلمس أجرأته”، مبرزا أن “الأمر يتعلق أيضا بثورة هادئة في العرض الصحي والتغطية الصحية في بلادنا، وبمشروع يكرس التضامن والتعاضد والتماسك الاجتماعي، ويعطي للحق في الصحة معناه الملموس، ومن شأنه أن يحسن من مؤشرات الخدمة الصحية ويحدث تغييرات إيجابية في علاقة المواطن بالمرفق العمومي”.
وواصل رئيس مجلس النواب: “إن طموحنا الجماعي هو بناء الفرد المتشبث بقيمه الوطنية، المنفتح على العالم، والمدافع عن مؤسساته، المشارك في تدبير الشأن العام، والمستقل في تفكيره والمتخذ لقراراته عن اقتناع وعن وعي”، مشيرا إلى أنه “في عالم مفتوح، زالت فيه كل الحدود الفكرية، بفضل تكنولوجيا المعلومات، تتعرض القيم الإيجابية للطمس أحيانا أو التهجين أحيانا أخرى، بسبب ما يغمرها من أخبار مضللة ومعلومات زائفة”.
وأردف قائلا: “لقد ازدهرت خطابات الانطواء والتعصب، ورفض الآخر، والتطرف، والنزعات الانعزالية. وتلك ظاهرة عالمية لا يسلم منها، لربما، أي مجتمع. وهنا تطرح مسألة استبطان القيم الاجتماعية الإيجابية، قيم الانتماء للوطن، والتضامن والتعاضد، والإنتاج والعمل، والمبادرة والابتكار، والتنافس الشريف، والاستحقاق وعدم الاتكالية. وهي قيم متأصلة في المغرب، ينبغي تمجيدها واستعادتها في علاقاتنا ومعاملاتنا”.
واسترسل: “علينا أن نستثمر في السياسات العمومية وفي الفضاءات والقنوات التي تنتج هذه القيم وتكرسها وتنشرها، وهذا استثمار استراتيجي، منتج، في العنصر البشري. ويتعلق الأمر بالاستثمار في التربية والتكوين والتعليم والثقافة والابتكار، أي في المدرسة والثانوية والجامعة والبحث العلمي”.
وشدد على أنه “ينبغي أن يكون للإنفاق العمومي على قطاع التربية والتكوين الأثر الملموس المتوخى على تحسن المؤشرات المتعلقة بالقطاع”، وقال: “إذا ربحنا هذا الرهان باستعادة الدور المركزي للمدرسة والجامعة في المجتمع، وفي بنية القيم، فسنجني بالتأكيد نتائج إيجابية في مجموع القطاعات”.
من جهة أخرى، حث العلمي على ضرورة استعادة الأسرة دورها المركزي في التنشئة والتربية على روح “تمغربيت” وجوهرها الانضباط والوفاء والاحترام والاجتهاد، وربط الحق بالواجب.
المصدر: وكالات